تأثير ” يوم السبت” على مستقبل الحوثي في المنطقة

#image_title

كتب / سعود عبدالعزيز

ماذا حدث ؟

بحسب موقع إكسيوس ” الإخباري الأمريكي” بدأ الإعداد لخطط عسكرية ضد الحوثيين عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أسابيع من توليه منصبه بإعادة تصنيفهم منظمةً إرهابيةً وفقًا لمسؤول أمريكي. وجاء هذا القرار بعد الهجمات الحوثية المتتالية ضد الملاحة البحرية في المنطقة منذ نوفمبر عام 2023 والتي استهدفت حتى عام 2024، أكثر من 166 سفينة في البحر الأحمر، خليج عدن ،المحيط الهندي، مضيق باب المندب وبحر العرب.

كما أن وتيرة الاستعداد لتوجيه الضربة الأمريكية، تسارعت بعد أن أسقط الحوثيون مسيرة عسكرية أمريكية قبل أسبوعين حسب مسؤول أمريكي لموقع اكسيوس. ومما زاد في الأمر عجالةً، تأكيد المتحدث العسكري للحوثيين، الثلاثاء الماضية، يحيى السريع على استئناف حظرعبور السفن الإسرائيلية في منطقة العمليات المحددة بالبحرين الأحمر والعرب وباب المندب وخليج عدن. وبعد هذا التهديد المباشر لإسرائيل والتي تعد الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية، تسارعت الجهود الأمريكية في وضع حد لهذه الانتهاكات التي تجعل الملاحة البحرية هدفًا لمرمى الحوثيين. فاتخذت القيادة المركزية الأمريكية توجيهًا بشن ضربات ساحقة لجماعة الحوثي وذلك بأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت 15 من مارس، حيث أظهرت الصور أن ترامب يشرف بشكل شخصي على غرفة العمليات التي وجهت أكثر من 47 ضربة على عشرات الأهداف في اليمن في المناطق التي يتواجد بها الحوثيون. حيث أسفرت الضربات الأمريكية، عن مقتل 53 شخصًا من بينهم خمسة أطفال و101 جريحًأ حسب وزارة الصحة التابعة للحوثي. ويبدو أن “أبواب الجحيم” ستبقى مفتوحة حسب تحذير ترامب للحوثيين و ستسمر هذه العملية المفتوحة التوقيت، إلى أجل غير مسمى.

لماذا هذا مهم ؟

إن استئناف تهديدات الحوثي للسفن جاء بعد أيام قليلة من تسليم رسالة من ترامب إلى إيران في محاولة لإجراء محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني والتي رفض الجانب الآخر إجراءها. وهذا يعكس التنسيق الإيراني – الحوثي والطاعة العمياء للحوثي تجاه المرشد الإيراني في استئناف العمليات الإرهابية واستهداف أمن الملاحة في المنطقة. يعد استقرار الملاحة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، أمرًا بالغ الأهمية حيث أن السفن العابرة من خلالها، سفنًا حيوية مثل ناقلات النفط والسفن التجارية وغيرها باستثناء السفن الحربية. فتعرضها لأي هجوم، يجعل أمن الملاحة في خطر. وإن أي تصعيد سياسي وميداني سيؤثران على أمن الملاحة ويزعزعان الاستقرار والسلم الدوليين. والأهم من ذلك حين يصعب التفاوض مع مجموعة من أفراد يتحكمون بأمن البحر بدوافع إرهابية وسياسية تابعة الولاء لدول أجنبية مثل إيران بتنفيذ أجندتها في المنطقة.

إن صعوبة مرور السفن لتأدية مهامها، يضرب في الصميم باقتصاد الدول ويهددها مما يؤثر على السوق العالمي وينذر بزرع المخاطر في مسار التجارة العالمية وهذا ما لا يمكن أن تسمح به الدول الفاعلة والتي تحرك عجلة الاقتصاد، والتي لها مصالح حيوية في الشرق الأوسط.

ماذا بعد ؟

لايمكن لضربة تعد الأكبر من نوعها منذ تولي ترامب السلطة، أن تكون ضربة تحذيرية للحوثي. بل هي نهاية هيمنة الحوثي على بوابات الملاحة الأربعة في المنطقة العربية ( البحر الأحمر – بحر العرب – مضيق باب المندب – خليج عدن )، خاصة أن الضربات مستمرة حتى تحقق الولايات المتحدة أهدافها وأهمها القضاء على قيادات الحوثيين وقد بدأت بذلك بالفعل منذ ضربة يوم السبت التي أسفرت عن مقتل العديد منهم. وفي المقابل سيرد الجانب الحوثي باستهداف السفن المعادية (بحسب رأي الحوثي) والسفن الإسرائيلية والأمريكية في هذه المرحلة تحديدًا مثل حاملة الطائرات ” هاري ترومان” والتي تعرضت للهجوم الحوثي وذلك للمرة الثانية منذ “ضربة السبت”، بعد نفي الإدارة الأمريكية تعرض حاملة الطائرات التابعة لها للهجوم إلا أن التصعيد من جانب جماعة الحوثي سيجلب المزيد من الخسائر إلى الجماعة وسيواجهون عواقب وخيمة جراء ذلك.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *