ماذا حدث؟
في واقعة غير مسبوقة هزت الأوساط الأمنية والقضائية في باكستان، تمكّن أكثر من 200 سجين من الهروب الجماعي من سجن بمدينة كراتشي جنوب البلاد، مستغلين حالة الفوضى التي عمّت المكان بعد سلسلة من الهزات الأرضية مساء أمس الاثنين.
وبحسب روايات رسمية، سُمح لعدد كبير من السجناء بالخروج من زنازينهم إلى فناء السجن بعد أن شعر المسؤولون بوقوع زلازل متتالية ضربت المنطقة، ما تسبب في حالة من الذعر الشديد داخل المنشأة.
وأوضح ضياء الحسن لانجار، وزير العدل في إقليم السند، خلال تصريحات صحفية من موقع الحادث، أن قرار فتح الزنازين جاء في محاولة لتأمين حياة النزلاء، لكن الأمور سرعان ما خرجت عن السيطرة.
وقال لانجار: “الذعر كان شديدًا، تخيّل التعامل مع حشد يضم نحو 1000 سجين في وقت واحد”، مضيفًا أن عملية الفرار بدأت قبيل منتصف الليل واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى من صباح الثلاثاء.
تبادل إطلاق نار.. واقتحام البوابة الرئيسية
أفادت الشرطة بأن بعض السجناء تمكّنوا من انتزاع أسلحة من حراس السجن، مما أدى إلى تبادل كثيف لإطلاق النار داخل السجن، قبل أن يقتحم السجناء الغاضبون البوابة الرئيسية ويفرّوا إلى الخارج.
وأكد غلام نبي ميمون، قائد شرطة إقليم السند، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل سجين واحد على الأقل، وإصابة ثلاثة من موظفي السجن بجروح متفاوتة.
من هم السجناء الفارون؟
بحسب المسؤولين الأمنيين، فإن غالبية الفارين متهمون في قضايا بسيطة، تتعلق أغلبها بإدمان وتعاطي المخدرات، وهو ما يزيد من مأساوية الموقف، نظرًا لأن فرارهم قد يحملهم إلى مصير جنائي أسوأ بكثير مما كانوا يواجهونه أصلًا.
وحذر مراد علي شاه، رئيس وزراء إقليم السند، الفارّين من أنهم سيواجهون اتهامات كبيرة قد تصل إلى تصنيفهم كمجرمين خطرين، قائلًا: “ما كان بالأمس مجرد جريمة بسيطة، قد يصبح اليوم قضية إرهاب”.
لماذا هذا مهم؟
رئيس وزراء الإقليم وصف السماح للسجناء بالخروج من زنازينهم بأنه خطأ فادح، مؤكدًا أنه كان يجب التعامل مع الموقف بحذر أكبر.
كما أُعلنت فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات ما جرى، وتحديد المسؤولين عن التقصير في إدارة الأزمة.
ماذا بعد؟
وفي أعقاب الحادث، أطلقت قوات الشرطة والجيش حملة موسّعة لتعقب الفارين.
ووفقًا للمعلومات الرسمية، فقد تم حتى الآن القبض على نحو 80 سجينًا، فيما تتواصل عمليات البحث المكثفة في جميع أنحاء كراتشي والمناطق المجاورة.