ماذا حدث؟
في كل مرة يتقدّم فيها نحو مرماه، يُثبت ياسين بونو أنه ليس مجرد حارس، بل أسطورة تكتب فصولها على أرضية الملاعب العالمية.
الحارس المغربي، الذي يدافع حاليًا عن ألوان الهلال السعودي، حفر اسمه في ذاكرة جماهير الكرة العربية والعالمية عبر سلسلة من المواجهات الحاسمة التي غيّرت مسار الفرق التي مثّلها، ورسّخت مكانته كواحد من أعظم الحراس في تاريخ اللعبة عربيًا وإفريقيًا.
تصديات صنعت مجدًا في مونديال قطر
المشهد الأول في هذه المسيرة المضيئة كان خلال كأس العالم 2022 في قطر، وتحديدًا في مواجهة المغرب أمام إسبانيا في دور الـ16.
لقاء انتهى بالتعادل السلبي، لكنه تحوّل إلى ملحمة في ركلات الترجيح، حين برز بونو كبطل قومي بتصديه لركلتين من كارلوس سولير وسيرخيو بوسكيتس، في حين ارتطمت كرة بابلو سارابيا بالقائم بعد أن توقّع بونو الزاوية بشكلٍ مثالي.
لم يكن تألقه محصورًا في ركلات الحظ، بل أبعد أيضًا كرتين خطيرتين خلال الوقتين الأصلي والإضافي، ليقود “أسود الأطلس” إلى ربع النهائي لأول مرة في تاريخهم.وفي مواجهة البرتغال في دور الثمانية، واصل بونو عروضه الخارقة.
أمام كريستيانو رونالدو ورفاقه، وقف سدًا منيعًا، وتصدى لثلاث كرات خطيرة، بينها تسديدة قوية من جواو فيليكس، ليحافظ على نظافة شباكه للمباراة الثانية على التوالي، ويضع المغرب في نصف النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز.
بونو.. درع الهلال في المحافل الدولية
مع الهلال السعودي، واصل “العنكبوت المغربي” كتابة الفصول الأسطورية لمسيرته. ففي كأس العالم للأندية 2025، لعب دورًا محوريًا في مباراة مثيرة أمام ريال مدريد الإسباني، حيث تصدى ببراعة لركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، إلى جانب خمس تصديات أخرى، منها أربع من داخل منطقة الجزاء أمام نجوم بحجم فينيسيوس جونيور وجونزالو غارسيا.
ورغم انتهاء اللقاء بالتعادل 1-1، كان بونو حديث الجماهير، وحافظ الهلال على آماله في بلوغ الدور التالي، قبل أن يتوّج تألقه في المباراة التالية أمام سالزبورغ النمساوي بحصد جائزة أفضل لاعب.
ليلة المجد أمام مانشستر سيتي
بعد أيام، خاض الهلال مواجهة من العيار الثقيل ضد مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16 من البطولة نفسها. وعلى الرغم من الهيمنة الفنية للسيتي في الشوط الأول، تصدى بونو لـ11 كرة، منها 8 من داخل المنطقة، ومنع أهدافًا محققة كادت تطيح بفريقه مبكرًا.
وبفضل تميّزه وثباته، ظل الهلال في أجواء المباراة حتى عاد بقوة في الشوط الثاني، قبل أن يحسم اللقاء لصالحه بنتيجة تاريخية 4-3 في الأشواط الإضافية، في واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة.
نهائي لا يُنسى بقميص إشبيلية
أما المحطة الأوروبية الأبرز فكانت في نهائي الدوري الأوروبي 2023 أمام روما، تحت قيادة المدرب المخضرم جوزيه مورينيو.
بعد تعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، لجأ الفريقان لركلات الترجيح، وهناك استعرض بونو مهاراته بتصديه لركلتين من جيانلوكا مانشيني وروجر إيبانيز، مانحًا إشبيلية لقبه السابع في البطولة، ونال عن جدارة لقب أفضل لاعب في النهائي.