الولادة القيصرية تحت الحظر في تركيا والمعارضة تنتفض.. لماذا؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة مفاجئة، أعلنت الحكومة التركية حظر الولادات القيصرية المخطط لها في المراكز الطبية الخاصة، ما أثار جدلًا واسعًا وغضبًا شعبيًا، وسط دعوات للتظاهر في مدن كبرى مثل إسطنبول وأنقرة، واتهامات للحكومة بالتدخل في قرارات النساء الصحية.

لماذا هذا مهم؟

القرار يأتي ضمن حملة حكومية واسعة بقيادة وزارة الصحة وبدعم من الرئيس أردوغان، الذي أعلن 2025 “عام العائلة”، في محاولة لتعزيز الولادات الطبيعية والحفاظ على النمو السكاني، بعد تراجع معدل الإنجاب إلى 1.51 طفل لكل امرأة، وهو الأدنى في تاريخ تركيا، وسط دعوات رئاسية متكررة لإنجاب ثلاثة أطفال على الأقل.

بين الطب والسياسة.. أرقام تثير التساؤلات

رغم أهمية الولادة القيصرية في الحالات الطبية الطارئة، إلا أن تركيا تسجل أعلى معدل للولادات القيصرية بين دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) البالغ عددها 38 دولة.

ووفقًا لتقرير صادر عن موقع “مراجعة سكان العالم”, فقد تم تسجيل 584 ولادة قيصرية من بين كل 1000 ولادة في تركيا عام 2021، وهو ما دفع الحكومة لاعتبار هذا التوجه “غير صحي” وغير مستدام على المدى الطويل.

ويُبرر المسؤولون هذه الإجراءات بأن الولادة الطبيعية تتيح فرصًا أسرع للحمل من جديد، بينما تحتاج القيصرية إلى فترة تعافٍ أطول، ما قد يؤثر على “الإنتاجية الإنجابية” للمرأة، في منظور الدولة.

الانفجار الجماهيري.. من المستشفيات إلى ملاعب الكرة

لم يقتصر الجدل على الأوساط الطبية، بل وصل صداه إلى ملاعب كرة القدم، حين دخل لاعبو فريق سيفاسبور مباراة الدوري أمام فنربخشه وهم يحملون لافتة كتب عليها: “الولادة الطبيعية.. طبيعية”، في دعاية صريحة لمبادرة وزارة الصحة.

اللافتة فجّرت عاصفة من الانتقادات من جانب المعارضة التركية ومنظمات المرأة، التي اعتبرت ما جرى “تسييسًا لصحة المرأة” ومحاولة جديدة من الحكومة لـ”فرض الوصاية على الجسد الأنثوي”.

ردود الفعل الرسمية.. هجوم من أردوغان وتوضيحات حكومية

في خضم تصاعد الجدل، أكدت صحيفة “صباح” أن القرار لا يشمل المستشفيات الخاصة، بل يقتصر على المراكز الطبية فقط.

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد هاجم بعنف منتقدي الحملة قائلًا: “لماذا يزعجكم تشجيع وزارتنا على الولادة الطبيعية؟ لا وقت لدينا لمثل هذا الهراء”، مشددًا على أن “انخفاض معدل الولادات يمثل تهديدًا أخطر من الحرب”، على حد تعبيره.

ماذا بعد؟

بينما تسعى الحكومة لترويج القرار باعتباره خطوة لحماية الأسرة والمجتمع، يرى مراقبون أن ما يحدث هو فصل جديد في الصراع بين السلطة والشارع التركي، خاصة في القضايا المتعلقة بحرية المرأة واستقلالية قرارها الصحي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *