ماذا حدث؟
منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، انهار النظام الصحي الهش، مما أدى إلى أزمة صحية غير مسبوقة.
أصبحت 70-80% من المرافق الصحية غير عاملة نتيجة القصف، الإخلاء، أو استخدامها كثكنات عسكرية.
نزح أكثر من 15 مليون شخص، بما في ذلك 11.5 مليون نازح داخلي و3.5 مليون لاجئ، بينما يحتاج 11 مليونًا إلى رعاية طبية عاجلة.
تفشى الكوليرا (11,000 حالة في 2024)، والملاريا (3.4 مليون حالة في 2023)، والحصبة، وسط انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي.
كما أدى نقص الأطباء والإمدادات إلى إجراء عمليات بدون تخدير، بينما ارتفعت وفيات الأمهات والأطفال بشكل دراماتيكي.
كان النظام الصحي قبل الحرب يعاني بالفعل من ضعف مزمن بسبب الفساد وسوء الإدارة في عهد عمر البشير (1989-2019)، مع إنفاق صحي لا يتجاوز 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي، لكنه تدهور أكثر مع الحرب.
لماذا هذا مهم؟
تُعد الأزمة الصحية في السودان كارثة إنسانية ذات أبعاد ملحمية، تفاقمت بسبب الحرب التي دمرت بنية تحتية صحية كانت هشة أصلًا.
يُظهر انهيار 70-80% من المرافق الصحية، مع خسارة تقدر بـ700 مليون دولار، مدى الدمار المادي والرمزي.
النزوح الجماعي لـ15 مليون شخص، وهو ما يعد أكبر أزمة نزوح عالميًا، جعل الوصول إلى الرعاية شبه مستحيل، خاصة في مخيمات النازحين التي تفتقر إلى المياه النظيفة.
تفشي الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والملاريا، هدد حياة الملايين، بينما يعرض ارتفاع وفيات الأمهات (295 لكل 100,000 ولادة) والأطفال (68 لكل 1000 ولادة) جيلًا بأكمله للخطر.
مقارنة باليمن وتيغراي، تُبرز استراتيجيات الحرب، بما في ذلك حصار المساعدات من قبل القوات المسلحة، نمطًا مدمرًا يطيل معاناة المدنيين.
إقليميًا، يزعزع تدفق اللاجئين استقرار دول مثل تشاد، بينما يُفاقم نقص التمويل الدولي (2.7 مليار دولار مطلوبة) الأزمة.
ماذا بعد؟
بدون تدخل عاجل، ستتفاقم الأزمة الصحية، مع توقعات بزيادة تفشي الأمراض ووفيات الأطفال بحلول منتصف 2025، لذلك يُوصى الخبراء بالآتي:
– وقف إطلاق النار: يجب أن تقود مفاوضات الاتحاد الأفريقي وإيغاد إلى سلام مستدام، مع إشراك المجتمع المدني السوداني.
– ممرات إنسانية: إنشاء ممرات آمنة بإشراف الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات الطبية والغذائية، متجاوزة حصار القوات المسلحة.
– تمويل عاجل: تلبية نداء الأمم المتحدة بـ2.7 مليار دولار لدعم 11 مليون شخص، مع تخصيص 40% للرعاية الصحية.
– إعادة بناء الكوادر: تدريب العاملين الصحيين على غرار نموذج رواندا لتعزيز المرونة طويلة الأمد.
– المساءلة: فتح تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم أطراف النزاع، بما في ذلك هجمات على المرافق الصحية.