التفاوض مع حماس.. ودور الجامعة العربية فيها

#image_title

كتب / سعود عبدالعزيز

ماذا حدث ؟

في خطوة تعد الأولى من نوعها نقل موقع ” إكسيوس” نقلًا عن مصادر مطّلعةٍ أن إدارة ترامب تجري محادثات ومفاوضات مباشرة بينها وبين وحماس فيما يتعلق بإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في غزة وأضاف الموقع، بالرغم من أن هذه المباحثات تعد غير مسبوقة في السياسة الأمريكية إلا أن الأبحاث التي يجريها المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن ” آدام بولر” مع حماس حول استعادة الرهائن، لم تصل حتى الآن إلى اتفاق. وأشار الموقع إلى أن الجانب الأمريكي يهتم في عقد هدنة طويلة الأمد في غزة لكن موقف نتنياهو مازال غير واضحٍ ويذكر الموقع أن المباحثات أجريت في الأسبوعين الأخيرين من الشهر الماضي في الدوحة.
وأضافت بعض المواقع الإسرائيلية أن مبعوث الولايات المتحدة آدام بولر أجرى مناقشات عديدة مع قادة حماس في قطر وأن إسرائيل قلقلة من هذا التقارب على طاولة النقاش بين أمريكا وحماس بأنه قد يقلب الطاولة على إسرائيل ما إذا وصل الطرفان إلى اتفاقات أخرى قد تضر مصالح إسرائيل.

لماذا هذا مهم ؟

تأتي أهمية هذا الأمر بسبب العلاقة الاستراتيجية بين أمريكا وإسرائيل والتي تعول عليها اسرائيل في جميع الأطر مثل دعمها عسكريًا وسياسيًا ومؤازرتها بالمحافل الدولية في حق الاسرائيلي الدفاع عن نفسه مقابل الجماعات التي تشكل خطرًا على أمنها القومي مثل حزب الله و حماس والحركات الجهادية الأخرى التي صنفتها الولايات المتحدة ودول عالمية اخرى بأنها حركات إرهابية وفرضت عليها قيودًا و عقوبات اقتصادية وسياسية أخرى. ففي الحسابات الإسرائيلية يعد تفاهم حماس مع أمريكا في ملف غزة وملف الرهائن الأمريكيين سيأخذ منعطفًا سياسيًا يأخذ المشهد إلى ما يضر بمصالح إسرائيل ونظرًا لعقيدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التفاوض (والتي تعتبر عقيدة تجارية تضع أمريكا على رأس أولوياتها) فإنه تضع الحكومة الإسرائيلية ذلك بعين الاعتبار، باعتقادها أنه ربما يتم التوصل إلى صفقة قوية تجعل ترامب متساهلًا مع حماس في عدم التخلي عن السلاح وعدم ترك مواقعها مما يجعل الموقف الاسرائيلي في خطر. وإن عدم قضاء إسرائيل على الحركات التي تشكل تهديدًا لأمنها القومي مثل حماس وحزب الله والتي تصنف كمنظمات إرهابية سيجعل نتنياهو في موقف حرج امام الجمهور الاسرائيلي وقد يكلف اسرائيل تبعات اقتصاديه وسياسيه وحقوقية أخرى أهما انتصار الضغط العربي والدولي عليها في التخلي عن جميع مكتسباتها في الأرض والأسرى، وما اكتسبته من دعم شرعي لبعض الدول في حق الدفاع عن نفسها وتأمين حدودها من أي خطر محتمل خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار أن بكافة حدودها فإن لها شراكة مع دول عربية تحيط بها من كل الاتجاهات.

ماذا بعد ؟
إن هذا التطور الرهيب في قضية قطاع غزة لم يأت بشيء يربط الطرفين، بل هي ضمن المفاوضات التي تجريها القادة العرب خلال الأسابيع الماضية والتي سيتفاجأ العالم بالمزيد منها خلال المراحل القادمة. فإن لدى المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والإمارات وكافة دول مجلس التعاون الخليج العربي والجامعة العربية ما يكفي من الأوراق للضغط على إدارة ترامب بتغيير موقفه تجاه تهجير سكان غزة والاستماع للبدائل منها خطة مصر والتي من المتوقع أن يجري بها ترامب تعديلًا وجيزًا في طرحه كبيرًا في معنى المصالح العربية الأمريكية في المنطقة، منها إعطاء امتيازات لشركات أمريكية عسكرية واقتصادية عبر الاشتراك في خطة مصر. فالتصعيد في المنطقة لن يضمن حقوق الولايات المتحدة الأمريكية في النمو الاقتصادي الذي يتطلع له ترامب، ومن خلال تحركاته في إنهاء الحرب الأوكرانية – الروسية، فإنه من المستبعد أن تسمح أمريكا بفتح أبواب الجحيم لما سيضر من مصالحها خاصةً وأن ترامب في خطابه التاريخي الأخير، وعد باستعادة جميع الرهائن الأمريكيين وهذا يتطلب منه الشراكة مع العرب والوصول إلى تفاهم مع حماس. ونظرًا للمعطيات التي خلفتها حرب 7 أكتوبر، فإنه من الواضح في أن حماس خسرت الحرب التي خلفت ملايين الأطنان من الركام والحطام وآلاف الأرواح البريئة بسبب عملية غير مدروسة مما سيجعل حماس في خانة الرحيل بعد التوصل إلى اتفاق عربي والبدء بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية. إنها حرب ربحت فيها إسرائيل أكثر من غيرها.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *