انطلقت اليوم فعاليات الدورة الرابعة من مبادرة “اصنع في الإمارات” في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت شعار “تسريع الصناعات المتقدمة”، بمشاركة أكثر من 700 شركة محلية ودولية، إلى جانب حضور واسع من صناع القرار ورواد الأعمال والمستثمرين وممثلي القطاعين الحكومي والخاص.
وتستمر الفعاليات حتى 22 مايو الجاري، على مساحة تتجاوز 68 ألف متر مربع، مع توقعات بجذب أكثر من 30 ألف زائر.
الحدث الصناعي الأبرز في الدولة يشهد هذا العام تطورًا نوعيًا في مضمونه وتنظيمه، إذ تتناول أجندته محاور محورية تتعلق بمستقبل الصناعة، في مقدمتها التكنولوجيا الحديثة، والذكاء الاصطناعي، والصناعة 5.0، والتحول الصناعي الذكي، والمحتوى الوطني، وريادة الأعمال الصناعية. كما يتضمن الإعلان عن عقود ومشتريات كبرى، ويستعرض فرصًا استثمارية في 12 قطاعًا حيويًا.
وتُعد الصناعة 5.0 من أبرز الموضوعات المطروحة، إذ تمثل مرحلة جديدة من التطور الصناعي تعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعنصر البشري، بما يحقق إنتاجًا أكثر تخصيصًا واستدامة دون الاستغناء عن الدور الإنساني. وتأتي هذه التوجهات في ظل اهتمام إماراتي متصاعد بتعزيز التنافسية الصناعية عالميًا وتوطين سلاسل التوريد.
المنصة تضم أيضًا جلسات وزارية ونقاشات استراتيجية، وتُسلط الضوء على أدوار التكنولوجيا والمرأة في الصناعة، إلى جانب تكريم رواد القطاع بجوائز مثل “اصنع في الإمارات” و”يوم المحتوى الوطني”. كما تعرض قصص نجاح وطنية بارزة، وتشهد الإعلان عن حلول تمويلية مبتكرة، ومبادرات تقنية موجهة لدعم الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز الابتكار وتمكين الشركات الناشئة.
وللمرة الأولى، يُخصص جناح للحرف الإماراتية التقليدية، يضم عروضًا حية لـ40 حرفة يدوية موزعة على عشر مناطق رئيسية، بهدف إبراز الثقافة الصناعية التراثية للدولة جنبًا إلى جنب مع الصناعات الحديثة. وتقام أيضًا معارض متخصصة مثل “مُصنّعين”، الذي يوفر أكثر من 1200 وظيفة للإماراتيين من قبل 100 شركة، إلى جانب معرض للمنتجات الوطنية في قطاعات الدواء والطاقة والدفاع والفضاء.
وتُظهر المؤشرات الاقتصادية أن القطاع الصناعي الإماراتي حقق إنجازات ملحوظة؛ إذ بلغت قيمة الصادرات الصناعية في عام 2024 نحو 197 مليار درهم، بزيادة 68% مقارنة بعام 2020، بينما وصلت القيمة التراكمية للإنفاق المحلي عبر برنامج المحتوى الوطني إلى 347 مليار درهم.
تنظم الدورة الرابعة بالتعاون بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، ووزارة الثقافة، ومكتب أبوظبي للاستثمار، وشركة أدنوك، في إطار دعم الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرامية إلى تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي، وتوطين الصناعات، وتوسيع الشراكات النوعية، وتحفيز الابتكار.