إنهاء المهمة.. ترامب يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل

إنهاء المهمة.. ترامب يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل

ماذا حدث؟

في تحول لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه لتصعيد إسرائيل حملتها العسكرية ضد حماس في غزة، داعياً إياها إلى “إنهاء المهمة”، بعد أسابيع فقط من تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

سحب ترامب فريق مفاوضاته من محادثات السلام في الدوحة، معتبراً أن حماس “غير منسقة” و”لا تتصرف بحسن نية”، وفقاً لتصريحات مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أشار إلى البحث عن “خيارات بديلة” لتحرير الرهائن.

وتأتي هذه الخطوة بعد انهيار المحادثات التي كانت تبدو في مراحلها النهائية في وقت سابق من الشهر، وسط خلافات حول نهاية الحرب بشكل دائم، عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم، وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في غزة.

عبر ترامب عن إحباطه من حماس، متهماً إياها بفقدان نفوذها بعد إطلاق سراح أو مقتل العديد من الرهائن، وقال إنها تتجنب التوصل إلى اتفاق بسبب اقتراب مرحلة “الرهائن الأخيرة”.

في الوقت نفسه، أشار إلى خيبة أمله من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً محادثاتهما بأنها “مخيبة للآمال نوعاً ما”، دون تقديم تفاصيل.

وتزامنت تصريحات ترامب مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، حيث وصف مسؤول أممي سكان القطاع بأنهم “جثث تمشي” بسبب المجاعة، بينما ألقى ترامب باللوم على حماس في عرقلة توزيع المساعدات.

لماذا هذا مهم؟

تصريحات ترامب تشير إلى تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع في غزة، حيث يبدو أنه تخلى عن الدبلوماسية المباشرة لصالح دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية، مما قد يطيل أمد الحرب المستمرة منذ 21 شهراً.

هذا التحول قد يكون تكتيكياً للضغط على حماس، كما اقترح بعض المسؤولين الغربيين، أو انعكاساً لفشل المحادثات، مما يعكس إحباط ترامب الذي يسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي يعزز طموحه لنيل جائزة نوبل للسلام.

قرار سحب المفاوضين أثار صدمة في الدوحة، ووصف بأنه “زلزال” في المحادثات، مما يشير إلى تأثيره العميق على الجهود الإقليمية للتوسط التي تقودها مصر وقطر.

في الوقت نفسه، يزيد دعم ترامب لإسرائيل من تعقيد الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تتفاقم المجاعة، كما أظهرت صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والذين قدمها الرئيس التونسي قيس سعيد لمستشار ترامب.

تصريحات ترامب تتعارض مع مواقف حلفاء الولايات المتحدة، مثل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي وصف التصعيد الإسرائيلي بأنه “غير مبرر”، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلن عزم فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، وهو قرار أغضب إسرائيل واعتبره وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو “صفعة” لضحايا هجوم 7 أكتوبر.

موقف ترامب المتساهل مع التصعيد الإسرائيلي، إلى جانب تجاهله للانتقادات الدولية، قد يعزز الانقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها، ويؤثر على مصداقيتها كوسيط محايد في المنطقة.

ماذا بعد؟

مستقبل الصراع في غزة يعتمد على ما إذا كانت تصريحات ترامب وانسحاب مفاوضيه سيؤديان إلى ضغط فعال على حماس لتقديم تنازلات، أم أنها ستؤدي إلى تصعيد عسكري إسرائيلي يفاقم الأزمة الإنسانية.

مصر وقطر أكدتا استمرارهما في الوساطة، معتبرتين تعليق المحادثات جزءاً “طبيعياً” من التفاوض المعقد، بينما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن المحادثات لم تنهار بالكامل، مما يترك مجالاً لاستئنافها.

ومع ذلك، فإن غياب جدول زمني واضح من إدارة ترامب، بعد توقعه السابق لاتفاق خلال أسبوع، يشير إلى حالة من عدم اليقين.

تصريحات متحدثة وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس بأن لدى ترامب وويتكوف “أدوات كثيرة” تشير إلى احتمال اللجوء إلى استراتيجيات جديدة، لكنها لم تحدد طبيعتها.

إذا لم تنجح هذه الضغوط في إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، فقد تتوسع العمليات الإسرائيلية، مما يزيد من الخسائر البشرية والغضب الدولي، خاصة مع استمرار صور المجاعة في غزة في إثارة الرأي العام العالمي.

على الصعيد الدبلوماسي، قد يؤدي موقف ترامب إلى توتر العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين، خاصة مع تحركات فرنسا نحو الاعتراف بدولة فلسطين.

في الوقت نفسه، قد يستغل ترامب هذا التصعيد لتعزيز موقفه كداعم قوي لإسرائيل أمام قاعدته السياسية، لكنه يخاطر بفقدان فرصة تحقيق اختراق دبلوماسي.

إذا استمرت الأزمة دون حل، فقد تتحول غزة إلى نقطة اشتعال إقليمية، مع تداعيات على استقرار الشرق الأوسط وموقع الولايات المتحدة فيه.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *