ماذا حدث؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف بعد احتجازها في العراق منذ مارس 2023.
اختطفت تسوركوف، طالبة دكتوراه في جامعة برينستون، من حي الكرادة في بغداد أثناء إجرائها أبحاثًا حول الشرق الأوسط.
اتهمت إسرائيل فصيل “كتائب حزب الله” الموالي لإيران بالوقوف وراء الاختطاف، بينما نفى الفصيل مسؤوليته، مشيرًا إلى أن إطلاق سراحها تم كجزء من اتفاق لتجنيب العراق الصراعات، مع الإشارة إلى ارتباطه بانسحاب القوات الأمريكية.
أكد ترامب أن تسوركوف، التي تعرضت للتعذيب خلال احتجازها، باتت الآن بأمان في السفارة الأمريكية ببغداد.
أفادت مصادر أن الإفراج لم يتضمن عملية عسكرية، بل كان نتيجة مفاوضات تضمنت شروطًا إقليمية.
لماذا هذا مهم؟
إطلاق سراح تسوركوف يمثل تطورًا بارزًا في سياق التوترات الإقليمية بين إيران والعراق وإسرائيل والولايات المتحدة.
الحادث يسلط الضوء على التعقيدات السياسية والأمنية في العراق، حيث تعمل فصائل موالية لإيران، مثل كتائب حزب الله، تحت مظلة الحشد الشعبي.
اتهامات إسرائيل للفصيل ونفيه لهذه المسؤولية تكشف عن حساسية العلاقات بين الأطراف المعنية، خاصة مع وجود شروط مرتبطة بانسحاب القوات الأمريكية، مما يعكس أهمية العراق كساحة للصراعات الجيوسياسية.
بالإضافة إلى ذلك، يبرز الحدث الدور الحساس للباحثين الأجانب في مناطق النزاع، حيث كانت تسوركوف تدرس فصائل موالية لإيران والتيار الصدري، مما جعلها هدفًا محتملاً.
هذا التطور يعزز أيضًا الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة في إدارة الأزمات الإقليمية، مع إبراز دور ترامب في التفاوض على إطلاق سراح رهائن.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستمر السلطات العراقية في ملاحقة المتورطين في اختطاف تسوركوف، كما أعلن السوداني، لتعزيز سيادة القانون.
قد يؤدي هذا الحادث إلى إعادة تقييم الأمن الخاص بالباحثين الأجانب في العراق، خاصة أولئك الذين يحملون جنسيات حساسة سياسيًا.
على الصعيد الإقليمي، قد يعزز الاتفاق حول إطلاق سراح تسوركوف الضغوط لتسريع المفاوضات بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهو مطلب رئيسي للفصائل الموالية لإيران.
ومع ذلك، فإن استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران قد يعقد هذه الجهود، خاصة إذا استمرت اتهامات إسرائيل لفصائل عراقية.
كما قد تدفع هذه الأزمة الولايات المتحدة إلى تعزيز جهودها الدبلوماسية لمنع تصعيد الصراع في المنطقة، بينما تواصل إيران دعم فصائلها المسلحة للحفاظ على نفوذها.