بين الروحانية والفرح، وبين الأضاحي والولائم، تتعدد مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى من بلد إلى آخر، ليصبح العيد أكثر من مجرد طقس ديني، بل مناسبة تحمل بصمة كل شعب وذاكرته الثقافية.
من أسواق باكستان النابضة، إلى مآدب المغرب العامرة، وحتى نكهات إندونيسيا المميزة، لكل بلد طريقته الخاصة في الاحتفاء بهذا العيد الكبير.
إندونيسيا.. نكهات العيد تنبع من أوراق جوز الهند
في إندونيسيا، تبدأ الاستعدادات لعيد الأضحى مبكرًا، وتظهر ملامحه في الأسواق من خلال بيع أوراق جوز الهند الخضراء الفاتحة، والتي تُعد من أبرز رموز اقتراب العيد.
أما على الموائد، فتتفنن العائلات الإندونيسية في إعداد أطباق لذيذة تُجسد التقاليد المتوارثة، أبرزها طبق “لحم البقر بالمرق البني” الممزوج بصلصة الصويا، إلى جانب طبق مميز من البطاطا المقلية مع لحم البقر والفلفل الحار، وحساء غني بقطع لحم البقر الطرية، في تجربة طعام حارة ومشبعة بالنكهات.
المغرب.. عباءة العيد وبهجة “بولفاف”
في المغرب، لا يكتمل صباح العيد إلا بارتداء الرجال لـ”الفوقية”، وهي عباءة تقليدية خفيفة وملونة تعكس أصالة اللباس المغربي.
وعلى المائدة، تبرز الأطباق الشعبية بكل فخر، وعلى رأسها “بولفاف” الشهير، وهو كبد الخروف المشوي الملفوف بقطع الشحم الرقيقة، يُقدّم عادةً مع أكواب الشاي المغربي.
ومن الوجبات المتوارثة التي تميز العيد أيضًا طبق “التقلية”، وهو خليط شهي من أحشاء الخروف “المعدة، الرئة، الكبد، الأمعاء” يُطهى مع البهارات والبصل والزبيب، ليجمع بين المذاق الحلو والمالح في توليفة تذوب في الذاكرة قبل الفم.
باكستان.. زينة الأسواق وإرث الأزياء
أما في باكستان، فيتحول العيد إلى مهرجان في الأسواق. الشوارع تمتلئ بالمواطنين الذين يتزاحمون لشراء ملابس العيد، والإكسسوارات التقليدية التي تعبّر عن هوية كل منطقة.
الزينة، والحناء، والمجوهرات التقليدية، تكتمل معها صورة العيد، حيث تتمسك الأسر الباكستانية بالعادات القديمة في الاحتفال، من الأزياء الملونة إلى الولائم العائلية التي تجمع الكبير والصغير.