ماذا حدث؟
في 30 يونيو 2025، اعتقلت الشرطة التركية أربعة رسامين كاريكاتير من مجلة “ليمان” الساخرة بتهمة رسم كاريكاتير يُزعم أنه يصور النبيين محمد وموسى، حسب تقرير لـ CNN.
الكاريكاتير، الذي نُشر في 26 يونيو، يظهر رجلين، يُفترض أنهما مسلم ويهودي، بأجنحة وهالات، يتصافحان وسط قصف بالصواريخ.
انتشر الرسم على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار احتجاجات عنيفة في إسطنبول، حيث هتف مئات المتظاهرين “الله أكبر” وطالبوا بتطبيق الشريعة، وهاجموا مكاتب المجلة وبارًا يرتاده موظفوها.
السلطات التركية، بما في ذلك وزير الداخلية علي يرليقايا، نددت بالرسم واعتبرته “استفزازًا” لا يحميه حرية التعبير.
أُطلق تحقيق بموجب المادة 216 من قانون العقوبات التركي لـ”الإساءة العلنية للقيم الدينية”، ونفت مجلة ليمان أن يكون الكاريكاتير يصور النبي، مؤكدة أن اسم هذا الرسم يُمثل مسلمًا قُتل في قصف إسرائيلي، وهدفها إبراز مظلومية المسلمين.
المجلة اعتذرت لمن شعروا بالإساءة، لكنها اتهمت منتقديها بالتفسير “الخبيث”.
لماذا هذا مهم؟
الأزمة تسلط الضوء على توترات حرية التعبير في تركيا، التي تُصنف في المرتبة 158 من 180 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2024، حسب منظمة مراسلون بلا حدود.
تصريحات يرليقايا وفخر الدين ألطون، رئيس الاتصالات الرئاسية، بأن الكاريكاتير “هجوم دنيء”، تعكس حساسية المواضيع الدينية.
الاحتجاجات، التي شملت صلاة جماعية ليلية وهتافات عنيفة مثل “نضحي بحياتنا لأجل نبينا”، تُظهر استقطابًا مجتمعيًا.
اعتقال الرسامين، بمن فيهم دوغان بهلوان ورئيس التحرير تونجاي أكغون، مع نشر فيديوهات احتجازهم، يثير مخاوف من قمع حرية الإعلام.
الحادث يعيد إلى الأذهان هجوم شارلي إيبدو عام 2015، مما يبرز المخاطر التي تواجهها الصحافة الساخرة.
ماذا بعد؟
محافظ إسطنبول داوود غول دعا المتظاهرين للتفرق لتجنب الأذى، لكن دعوات لاحتجاجات إضافية تشير إلى استمرار التوتر.
التحقيق القضائي قد يؤدي إلى اتهامات رسمية ضد الرسامين، مما يهدد بحبسهم بموجب المادة 216.
المنظمات الدولية، مثل مراسلون بلا حدود، قد تُصعد الضغط لإطلاق سراح المعتقلين.
إذا لم تُدار الأزمة بحكمة، قد تتفاقم الانقسامات الاجتماعية، خاصة مع استمرار الحملات ضد المجلة، ولذلك فإن الحوار بين السلطات والمجتمع المدني ضروري لتهدئة التوترات وضمان العدالة دون تقويض الحريات.