أزمة خانقة في المغرب.. مدينة تيسة مهددة بالعطش القاتل

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

تعيش مدينة تيسة التابعة لإقليم تاونات وضعًا مائيًا مأزومًا بات ينذر بكارثة حقيقية، بعدما تحولت أزمة شح المياه من مشكلة موسمية عابرة إلى معاناة متجذّرة ومستمرة، تتفاقم مع كل صيف وتصير أكثر حدة مع موجات الحرارة المتكررة.

سكان يواجهون العطش.. يومًا بيوم

سكان المدينة يؤكدون أن الأزمة تجاوزت كونها مجرد خلل مؤقت في التزويد بالماء، وباتت في نظرهم دليلًا واضحًا على عجز السلطات عن الاستجابة العادلة لاحتياجاتهم الأساسية.

وفي ظل هذا الواقع، صار الحصول على الماء مهمة شاقة، حيث يعتمد السكان إما على آبار شبه جافة أو على اقتناء “البيدوزات” (الصهاريج المحمولة)، ما يكشف – بحسب السكان – عن خلل كبير في توزيع الموارد المائية وغياب رؤية تنموية شاملة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة وحاجياتها المتنامية.

الفلاحون الأكثر تضررًا.. والمصدر الوحيد للرزق في خطر

الوضع لا يؤثر فقط على المنازل، بل يضرب بشكل مباشر القطاع الفلاحي البسيط الذي تعتمد عليه غالبية الأسر القروية في تيسة.

ويقول أحد الفلاحين في تصريحات صحفية إن العطش أصبح جزءًا من الحياة اليومية، خاصة خلال أشهر الصيف التي تزداد فيها الحاجة للماء سواء للناس أو للأراضي الزراعية.

ويؤكد أن ضعف التزود بالمياه وجّه ضربة قاسية للنشاط الفلاحي، مضيفًا أن غياب الحلول الفعالة من الجهات المختصة يزيد من تفاقم الوضع يومًا بعد يوم.

الحق في الماء.. يُنتهك في وضح النهار

ومن جانبه، اعتبر الناشط الحقوقي سعيد البوزيدي أن ما تواجهه دواوير تيسة من خصاص حاد في مياه الشرب يُعد “انتهاكًا صارخًا” لأحد الحقوق الأساسية للإنسان، وهو الحق في الماء، مؤكدًا أن هذا الحق مكفول بموجب المواثيق الدولية والدستور المغربي على حد سواء.

لماذا هذا مهم؟

ورغم أن تيسة لا تبعد كثيرًا عن عدد من السدود والمحطات المائية، إلا أن المدينة لم تنل نصيبًا عادلًا من الاستثمارات العمومية في هذا المجال، ما أدى – بحسب البوزيدي – إلى استمرار حالة “العطش الهيكلي” في العديد من الدواوير والمناطق المجاورة.

ماذا بعد؟

وختم البوزيدي تصريحه بالتأكيد على أن أزمة العطش في تيسة لا يجب أن تظل رهينة للوعود الرسمية والخطابات الموسمية، مشددًا على أن الواقع يستدعي تدخلات ملموسة وإجراءات فورية تعيد الاعتبار لهذا الحق الإنساني الحيوي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *