ماذا حدث؟
في يوليو 2025، بدأ الفنان البورتوريكي الشهير باد باني، واسمه الحقيقي بينيتو أنطونيو مارتينيز أوكاسيو، سلسلة حفلات موسيقية استمرت ثلاثة أشهر في كوليسيو بورتوريكو في سان خوان، تضمنت 30 عرضًا تحت عنوان “لا أريد المغادرة من هنا”.
قرر باد باني تخطي جولة في الولايات المتحدة القارية، مفضلاً إقامة هذه الحفلات في موطنه بورتوريكو، حيث خصص العروض التسعة الأولى لسكان الجزيرة فقط، مما تطلب من المعجبين من الخارج السفر إلى سان خوان لحضور العروض اللاحقة.
جذبت هذه الحفلات حوالي 600,000 زائر، وحققت تأثيرًا اقتصاديًا مباشرًا يُقدر بحوالي 200 مليون دولار، وفقًا لتقديرات الاقتصاديين المحليين، مع توقعات بأن تصل الأرقام النهائية إلى 400 مليون دولار بحلول نهاية الإقامة في 14 سبتمبر 2025.
لم تقتصر الفوائد على سان خوان، بل شملت الجزيرة بأكملها، حيث أنفق الزوار على الفنادق والمطاعم والجولات السياحية المرتبطة بحياة باد باني.
لماذا هذا مهم؟
جاءت هذه الإقامة في وقت حرج لبورتوريكو، التي عانت من تباطؤ اقتصادي على مدى عقد بسبب إعصار ماريا في 2017، الذي دمر البنية التحتية وقتل ما يقرب من 3,000 شخص، وجائحة كوفيد التي أضرت بصناعة السياحة.
عادةً، تشهد الجزيرة انخفاضًا في السياحة بنسبة 25-45% خلال موسم الأعاصير من يونيو إلى نوفمبر، لكن إقامة باد باني حولت هذا الموسم إلى فترة ازدهار اقتصادي غير مسبوق.
عززت الحفلات السياحة، حيث ارتفعت حجوزات الفنادق بنسبة 25% في الربع الأول من 2025 مقارنة بالعام السابق، وساهمت في خلق آلاف الوظائف المؤقتة وزيادة الإنفاق في الأعمال المحلية
كما عكست الإقامة التزام باد باني بجذوره البورتوريكية، حيث ركز على تمكين المجتمع المحلي، مما ألهم الشباب مثل المصمم سيباستيان مونيز موراليس، الذي صمم بضائع الحفلات، ليروا مستقبلًا واعدًا في الجزيرة.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستمر التأثيرات الاقتصادية لإقامة باد باني بعد انتهائها، حيث يرى المسؤولون السياحيون أن الزوار سيصبحون “سفراء” لبورتوريكو، مما يعزز سمعتها كوجهة سياحية عالمية.
ومع ذلك، حذر خبراء مثل جيسي روجرز من موديز من تباطؤ النمو في 2026 مع انحسار هذا التحفيز المؤقت.
قد تدفع هذه التجربة بورتوريكو إلى الاستثمار أكثر في السياحة الثقافية، مستفيدة من قوتها كمركز للموسيقى والفنون، حيث أصبحت سابع أكبر مصدر للموسيقى عالميًا في 2025.
كما يمكن أن تلهم هذه المبادرة فنانين آخرين لتكرار هذا النموذج، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويقلل من هجرة الشباب بحثًا عن فرص خارج الجزيرة.
ومع ذلك، ستحتاج بورتوريكو إلى تحسين البنية التحتية، مثل الكهرباء والنقل، لضمان استدامة هذا النمو السياحي.