ماذا حدث؟
في ساعات الصباح الباكر من 15 أكتوبر 2025، اقتحم لصوص مخزنًا خارجيًا لمتحف أوكلاند في كاليفورنيا، الذي يُعد أحد أبرز المتاحف في الولايات المتحدة، وسرقوا أكثر من 1000 قطعة أثرية ومادية تاريخية، بما في ذلك مجوهرات معدنية نادرة للفنانة فلورنس ريسنيكوف، وسلال أمريكية أصلية، أنياب حيتان منحوتة بتقنية السكريمشاو، وصور داغرية قديمة، وأغراض يومية مثل جوائز رياضية وأزرار حملات انتخابية من القرن العشرين.
أعلنت الشرطة في أوكلاند السرقة في 30 أكتوبر، بعد تأخير للحفاظ على التحقيق، وأكد مدير المتحف لوري فوغارتي أن السرقة كانت “جريمة فرصة”، حيث دخل اللصوص عبر نافذة مفتوحة وسرقوا ما يُمكن حمله بسرعة، بما في ذلك لابتوبات، قبل الفرار.
يتعاون التحقيق مع فريق جرائم الفن في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي يتخصص في سرقة الآثار والتزوير، ويُعتقد أن اللصوص بيعوا بعض القطع في أسواق التحرير أو الرهائن، مع تقدير قيمة السرقة بملايين الدولارات.
المتحف، الذي يركز على تاريخ وفن وطبيعة كاليفورنيا، يحتوي على أكثر من 90 ألف قطعة، وكانت السرقة الثانية له بعد سرقة صندوق مجوهرات في 2013 تم استعادته بفضل الجمهور.
لماذا هذا مهم؟
يُعد السرقة انتهاكًا جسيمًا للتراث الثقافي الأمريكي، حيث تُمثل القطع المسروقة جزءًا أساسيًا من قصة كاليفورنيا، بما في ذلك آثار أمريكية أصلية وفنون تعكس التنوع التاريخي، مما يُفقد الجمهور الوصول إلى تاريخه المشترك، كما قالت فوغارتي: “ليس سرقة للمتحف فقط، بل للجمهور والمجتمع”.
كجريمة فرصة، تُبرز هشاشة الإجراءات الأمنية للمتاحف، خاصة في مرافق خارجية، في زمن يُزداد فيه سرقة الآثار عالميًا (مثل سرقة جواهر نابليون من اللوفر في 29 أكتوبر)، مُعيقًا المهام التعليمية والثقافية للمتحف، الذي يُوثق الفن من القرن 18 إلى اليوم.
إنسانيًا، تُؤثر على الثقافات الأصلية، مع مخاوف من بيع القطع في السوق السوداء، مُذكرًا بسرقة آثار أفغانستان أو العراق، وتُثير قضايا تمويل المتاحف، حيث يُعتمد على التبرعات، مُعززًا الحاجة لتعزيز التعاون مع الـFBI لمكافحة الاتجار الدولي بالآثار.
ماذا بعد؟
مع بدء التحقيق الرسمي، ستُركز الشرطة على منصات مثل Craigslist وeBay لتتبع البيع، مع أمل في استعادة القطع بمساعدة الجمهور، كما حدث في 2013، وفقًا لجون روميرو، كبير شرطة لوس أنجلوس المتقاعد.
قد يُؤدي السرقة إلى تعزيز الأمن في المتاحف، مثل كاميرات متقدمة وأنظمة إنذار، مع دعوات لتشريعات فيدرالية أقوى ضد الاتجار بالآثار.
المتحف سيستمر في العروض، لكنه قد يُعاني من فجوة في المجموعات، مُعيقًا المعارض المستقبلية.
على المدى الطويل، يُذكر الحادث بضرورة حماية التراث الثقافي، مع إمكانية تعاون دولي لاستعادة القطع إذا بيعت خارجيًا، مُعززًا الوعي العام لدور المتاحف في الحفاظ على الهوية التراثية.