هل خطة ترامب لإنهاء حرب غزة قابلة للتطبيق؟

المبادرة الأخيرة.. هل ينهي ترامب حرب غزة؟

ماذا حدث؟

في 29 سبتمبر 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة سلام جديدة لإنهاء الحرب في غزة، وصفتها إدارته بـ”التاريخية”، وحظيت بقبول فوري من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما تدرسها حماس عبر وسطاء مصريين وقطريين.

تتضمن الخطة، المكونة من 20 بنداً، انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من غزة على ثلاث مراحل، بدءاً بإطلاق سراح 48 رهينة إسرائيلية (20 على قيد الحياة) مقابل 250 سجيناً فلسطينياً مدى الحياة و1700 معتقل بعد 7 أكتوبر 2023، مع تدفق مساعدات إنسانية فورية. تشمل المرحلة الثانية إدارة غزة بلجنة تكنوقراطية فلسطينية-دولية تحت إشراف “هيئة سلام” بقيادة ترامب وتوني بلير، مع نشر “قوة استقرار دولية” عربية-دولية.

تمنح الخطة عفواً لحماس إذا نزعت سلاحها، وتُركز على إعادة إعمار غزة كمشروع عقاري، مع إشارة إلى دولة فلسطينية على المدى الطويل.

لكن نتنياهو أكد بقاء القوات الإسرائيلية في معظم القطاع، مما أثار شكوكاً حول الانسحاب الكامل.

لماذا هذا مهم؟

تُعد الخطة محاولة جريئة لإنهاء حرب أودت بحياة 40 ألف فلسطيني ودمّرت 80% من بنية غزة، لكنها تواجه عقبات بنيوية، حيث تُشابه مقترحات سابقة فشلت في 2024 بسبب انتهاكات إسرائيلية

 أهميتها تكمن في تقديم إطار جديد يتضمن “هيئة سلام” وقوة دولية، مع إشارة إلى دولة فلسطينية، وهي نقطة غائبة عن خطة ترامب 2020، لكن تصريحات نتنياهو، التي تؤكد بقاء الجيش الإسرائيلي، تُناقض الانسحاب الكامل، مما يُثير شكوك حماس، التي تربط إطلاق الرهائن بانسحاب كامل وإنهاء الحرب.

كما تُعزز الخطة نفوذ ترامب إقليمياً، حيث رحّبت بها دول عربية مثل مصر والسعودية، لكنها تُواجه مقاومة داخلية إسرائيلية من اليمين المتطرف، الذي يرفض أي تنازل، ومن حماس، التي قد ترى الخطة كخضوع سياسي.

هذا التوازن الهش يُهدد الاستقرار، حيث أدت الحرب إلى نزوح 1.9 مليون فلسطيني وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

ماذا بعد؟

تُرجّح المفاوضات في أكتوبر 2025، برعاية مصر وقطر، قبول حماس بشروط معدلة إذا ضمنت انسحاباً كاملاً، لكن رفض نتنياهو قد يُفشلها، مُطيلاً الحرب إلى 2026.

قد يُعزّز ترامب الضغط الدبلوماسي عبر الأمم المتحدة، لكن الفشل سيُعمق الأزمة الإنسانية، مع استمرار نزوح 90% من سكان غزة.

على المدى الطويل، إذا نجحت الخطة، قد تُعيد إعمار غزة بتمويل خليجي، وتُمهد لدولة فلسطينية بحلول 2030، لكن مقاومة اليمين الإسرائيلي ستُعيقها.

في النهاية، يعتمد الأمر على نتنياهو وحماس؛ فتنازلات متبادلة قد تُنهي الحرب، وإلا ستستمر المعاناة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *