ماذا حدث؟
أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس، بتصريحات حول التقدم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي رعته الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب.
أكد نتنياهو أن المرحلة الأولى – التي شملت تبادل الأسرى والجثث (أطلقت حماس آخر جثة إسرائيلية في 7 ديسمبر) ودخول مساعدات إنسانية – اقتربت من الانتهاء، وتوقع الانتقال “قريباً جداً” إلى المرحلة الثانية، التي وصفها بـ”أكثر صعوبة”.
أضاف أنها ستشمل نزع سلاح حماس ونزع سلاح غزة كاملاً، مع مرحلة ثالثة لـ”نزع التطرف” من القطاع.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية ضغطت على نتنياهو للإعلان عن الانتقال قبل أعياد الميلاد، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى أعادت أكثر من المتوقع من الأسرى، رغم مخاوف إسرائيلية من انتقادات داخلية.
حماس، من جانبها، شددت عبر قياديها حسام بدران على شرط وقف الانتهاكات الإسرائيلية (مثل الغارات الجوية التي قتلت 373 فلسطينياً منذ وقف النار) قبل أي تقدم، مطالبة بـ400-600 شاحنة مساعدات يومياً وفتح كامل لمعبر رفح.
لماذا هذا مهم؟
الانتقال إلى المرحلة الثانية يُمثل اختباراً حاسماً لقدرة ترامب على فرض سلام دائم في غزة، حيث تنص على انسحاب إسرائيلي إضافي (من “الخط الأصفر” الذي يسيطر على 58% من القطاع)، ونشر قوة استقرار دولية تحت “مجلس السلام” برئاسته، وتولي سلطة انتقالية (لجنة تكنوقراط فلسطينية) الحكم لعامين قابلين للتجديد.
هذا يُنهي حكم حماس مؤقتاً، لكنه يُثير مخاوف فلسطينية من وصاية دولية دون ضمانات لدولة سيادية، وإسرائيلية من عدم نزع السلاح الكامل.
التصريح يأتي في سياق ضغوط أمريكية كبيرة، مع مخاوف نتنياهو من ردود الفعل الشعبية قبل استعادة آخر جثة (ران غفيلي، الذي قُتل في 7 أكتوبر 2023).
كما يُبرز التوتر بين الجانبين: حماس تُشترط وقف الانتهاكات (373 قتيلاً فلسطينياً منذ وقف النار)، بينما إسرائيل تُصر على نزع السلاح كشرط أساسي، مما يُعرّض الاتفاق للانهيار إذا لم يُدار بحذر.
ماذا بعد؟
مع زيارة نتنياهو المتوقعة لواشنطن في 29 ديسمبر 2025، سيُناقش مع ترامب تفاصيل المرحلة الثانية، بما في ذلك دور “مجلس السلام” (12 زعيماً من الشرق الأوسط والغرب) وقوة الاستقرار الدولية، التي ستُنشر في الربع الأول من 2026.
حماس ستُكمل حوارها مع الفصائل والوسطاء (قطر، مصر، الولايات المتحدة) لتجميد السلاح مؤقتاً مقابل ضمانات أمنية، لكن إسرائيل ستُطالب بنزع كامل، مما قد يُؤدي إلى مفاوضات طويلة الأمد.
إذا نجح الإعلان قبل الميلاد، ستُبدأ عمليات الانسحاب الإسرائيلي وإدخال المساعدات الكافية، مع إعادة إعمار بمليارات الدولارات من الدعم الدولي.
أما إذا تعثّرت، فقد تعود الغارات والاشتباكات، مُطوّلة الأزمة الإنسانية في غزة (حيث أعلنت الأمم المتحدة مجاعة في الشمال).
في النهاية، يعتمد التقدم على توازن بين الضغط الأمريكي والالتزامات، لكن الشكوك الإسرائيلية والفلسطينية تجعل المرحلة الثانية “أكثر صعوبة” كما وصفها نتنياهو.