على خريطة ترامب.. كيف ترسم إسرائيل طريق خروجها من غزة؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

بدأت ملامح المشهد الميداني في قطاع غزة تتبدل مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، حيث شرع الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، في تنفيذ أولى مراحل انسحابه من القطاع، وفق ما نصّ عليه الاتفاق.

الانسحاب الذي وُصف بأنه “إعادة تموضع ميدانية” شمل وحدات قتالية بارزة في جيش الاحتلال، أبرزها اللواء السابع المدرع، واللواء السادس، ولواء غولاني، ولواء المدرعات 188، في خطوة تُعدّ بداية لمسار الانسحاب الطولي من شمال غزة إلى جنوبها.

مناطق الانسحاب

امتدت الانسحابات لتطال عدداً من النقاط الحيوية داخل القطاع، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية من شارع الجلاء ومحيط الجامعات غرب مدينة غزة، ومن حييّ تل الهوا والزيتون في الجنوب، إضافة إلى بركة الشيخ رضوان شرق المدينة، وشارع الرشيد الساحلي غربها.

كما شملت التحركات الميدانية منطقة أبو حميد ودوار بني سهيلا وسط القطاع، بينما سجلت مدينة خان يونس جنوبي غزة انسحاباً متزامناً مع غارات محدودة على مناطق المواصي ومواقع متفرقة، رغم إعلان تل أبيب وقف العمليات الهجومية.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أشارت في وقت سابق إلى أن فترة الـ72 ساعة المحددة لوقف إطلاق النار ستبدأ فور اكتمال عملية إعادة التموضع، والمتوقع أن تنتهي عند ساعات الظهر، حيث تتركز القوات الإسرائيلية على خطوط الانسحاب الجديدة التي حددها الاتفاق.

الخط الأصفر.. مسار الانسحاب

التحركات الميدانية الأخيرة جاءت منسجمة مع ما عُرف إعلامياً بـ “الخط الأصفر”، وهو المسار الذي كشف عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي عبر خريطة بيانية توضح مناطق الانسحاب الإسرائيلي الأولي من غزة.

وبحسب الخريطة، يبدأ المسار من بيت حانون شمال القطاع، مروراً بـ بيت لاهيا، ومدينة غزة، والبريج، ودير البلح، وخان يونس، وخزاعة، وصولاً إلى رفح في أقصى الجنوب، حيث يجري التنفيذ تدريجياً من الشمال إلى الجنوب، مروراً بالمراكز السكانية الرئيسية.

وأظهرت الخريطة أن مناطق رفح وبيت حانون ومحور فيلادلفي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في هذه المرحلة، بينما يشمل الانسحاب المبدئي ما يقارب نصف مساحة القطاع تقريباً.

ماذا بعد؟

رغم اتساع رقعة الانسحاب، تُبقي إسرائيل على نحو 53% من مساحة قطاع غزة تحت سيطرتها المباشرة، على أن يتم، في المرحلة الثانية من خطة ترامب، الانسحاب الكامل حتى الخط العازل على طول الحدود الشرقية، وهو ما يمثل نحو 15% من مساحة القطاع الفلسطيني.

وبينما يرى مراقبون أن هذه التحركات قد تمهد لمرحلة تهدئة طويلة، تبقى خريطة الانسحاب مرشحة للتغيير تبعاً لمجريات الميدان، وما إذا كانت الهدنة ستصمد في ظل التوترات التي لا تزال تخيّم على المشهد الغزي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *