زيلينسكي يصدم ترامب.. ما رده على خطة السلام؟

غلب عليه الشتائم.. تفاصيل اجتماع ترامب وزيلينسكي

ماذا حدث؟

في 8 ديسمبر 2025، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقب محادثات في لندن مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أن كييف ستُقدّم للولايات المتحدة خطة سلام منقحة تضم 20 نقطة، ترفض تماماً التنازل عن أي أراضٍ، معتبراً أن ذلك يتعارض مع الدستور الأوكراني والقانون الدولي.

وصف زيلينسكي الخطة الأمريكية السابقة، التي اقترحت تنازلات إقليمية كبيرة لروسيا مثل كريميا ودونباس، بأنها “غير مقبولة”، وأكد أن أي اتفاق يجب أن يحافظ على سيادة أوكرانيا وأمنها طويل الأمد.

ردّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعبير عن “خيبة أمله”، متهماً زيلينسكي بعدم قراءة الاقتراح المنقح الذي يُدعمه فريق المفاوضين الأمريكيين، بما في ذلك ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.

جاءت المحادثات بعد جولات في ميامي انتهت يوم السبت دون تقدم، وسط ضغوط أمريكية لقبول صفقة سريعة قبل عيد الشكر، مع تهديدات ضمنية بقطع الدعم الاستخباراتي والعسكري إذا رفضت كييف.

لماذا هذا مهم؟

يُمثل رفض زيلينسكي صدمة لترامب، الذي يرى في الخطة الأمريكية (الـ28 نقطة) حلاً سريعاً يُنهي الحرب الروسية الأوكرانية قبل نهاية 2025، لكنه يُعتبر في كييف “استسلاماً” لمطالب موسكو، مثل التخلّي عن الأراضي المحتلّة والتخلّي عن الانضمام إلى الناتو.

هذا الرفض يُبرز التوتر بين واشنطن وكييف، حيث يُضغط ترامب لـ”حل وسط” يُرضي بوتين، بينما يُصر زيلينسكي على “سلام كريم” يُعيد الأراضي ويضمن الأمن.

الخطة الأمريكية، التي وُصفت بـ”غير متوازنة” من قبل قادة أوروبيين مثل ماكرون وميرتس، تُثير مخاوف من فقدان دعم أمريكي حاسم، مما يُعرّض أوكرانيا لمزيد من الخسائر العسكرية.

كما يُعكس الجدل انقساماً دولياً: أوروبا تُدعم زيلينسكي، بينما روسيا تُرحّب بالاقتراح كـ”أساسي”، مما يُهدّد بتقسيم الحلفاء الغربيين ويُطوّل الحرب إلى عامها الرابع.

ماذا بعد؟

مع تقديم الخطة المنقحة اليوم، من المتوقع أن تُرفض في واشنطن إذا أصرّت كييف على رفض التنازلات، مما قد يُؤدي إلى قطع جزئي للدعم الأمريكي بحلول يناير 2026، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.

زيلينسكي سيُكثّف لقاءاته مع أوروبا في بروكسل لتعزيز الدعم، بما في ذلك قوات حفظ سلام أوروبية، لكن روسيا ستُستغل الفراغ لتصعيد هجماتها في الشرق.

إذا نجحت المفاوضات، قد يُبرم اتفاق انتقالي في فبراير 2026 يُجمد الجبهات مع ضمانات أمنية، لكن الفشل سيُعيد الحرب إلى الواجهة، مع خسائر بشرية إضافية.

في النهاية، يُحدّد رد ترامب مصير السلام: إما صفقة غير متوازنة تُنهي الحرب سريعاً، أو استمرار الصراع مع دعم أوروبي متزايد، مما يُضعف الولايات المتحدة كوسيط عالمي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *