ماذا حدث؟
لم يكن خطاب النصر الذي ألقاه زهران ممداني بعد فوزه برئاسة بلدية نيويورك مساء الثلاثاء حدثًا سياسيًا عاديًا، بل لحظة إنسانية خطفت فيها الأضواء زوجته راما دوجي، التي أصبحت محور اهتمام الجمهور والإعلام بمجرد ظهورها إلى جانبه.
وخلال كلمته، توقف ممداني ليقول: “ولزوجتي الرائعة راما، لا يوجد أحد أود أن يكون بجانبي في هذه اللحظة وفي كل لحظة أكثر منها”.
وما إن ذكر اسمها حتى دوّى التصفيق في القاعة، في مشهد وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه دليل على حضورها المؤثر في حياته وحملته الانتخابية.
السيدة الأولى لمدينة نيويورك
راما دوجي، البالغة من العمر 28 عامًا، وُلدت في هيوستن بالولايات المتحدة، وتنحدر من أصول سورية، قبل أن تنتقل إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها، حيث نشأت في بيئة متعددة الثقافات ساهمت في تشكيل وعيها الفني لاحقًا.
من الفنون إلى الأضواء
عام 2019، تخرجت راما في جامعة فيرجينيا كومنويلث حاصلة على بكالوريوس في فنون الاتصال.
وفي عام 2021، قررت الانتقال إلى نيويورك لتبدأ مشوارها الفني في الرسم والتحريك، وهناك التقت بزهران ممداني، الذي كان آنذاك أحد أبرز الوجوه الصاعدة في السياسة الأميركية.
وبين شغفها بالفن وطموحه السياسي، نشأت علاقة جمعت بين الحس الجمالي والفكر الإنساني.
من نيويورك إلى أوغندا
في فبراير 2024، أعلن ممداني خطبته رسميًا على راما، قبل أن يحتفلا بزفافهما في يوليو من العام نفسه في أوغندا، مسقط رأس ممداني.
وفي العام ذاته، نالت راما درجة الماجستير في الفنون البصرية من مدرسة الفنون البصرية بنيويورك، لتتوج عامًا استثنائيًا في حياتها الشخصية والمهنية.
فنانة تحمل قضايا الشرق
لم يكن حضور راما مقتصرًا على المناسبات الاجتماعية، بل تجاوز ذلك إلى عالم الفن والإبداع.
فقد عرضت أعمالها في مجلات عالمية مرموقة مثل “فوغ” و”نيويورك”، واشتهرت برسوماتها التي تجسد قضايا إنسانية من غزة والسودان ولبنان، وتعكس نظرة فنية تجمع بين الألم والأمل.
كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي نافذتها الأبرز نحو الجمهور، حيث تنشر لوحاتها ورسائلها الفنية عبر حسابها على إنستغرام، ما منحها قاعدة جماهيرية واسعة وإعجابًا بأسلوبها المميز في الموضة والفن معًا.
بعيدة عن السياسة.. قريبة من القلوب
ورغم ارتباطها بعمدة نيويورك الجديد، اختارت راما الابتعاد عن المشهد السياسي، مفضلة الظهور فقط عبر لمحات إنسانية بسيطة، كان آخرها نشر صورة على حسابها أثناء التصويت في الانتخابات، تحمل فيها ملصقًا صغيرًا كتب عليه “لقد صوتت”.
ماذا بعد؟
من طفلة سورية الجذور نشأت بين دبي ونيويورك، إلى فنانة عالمية وسيدة أولى تخطف الأضواء في ليلة فوز زوجها، تكتب راما دوجي اليوم فصلاً جديدًا من الحكاية، تؤكد فيه أن وراء كل زعيم صاعد، امرأة تلون المشهد بطريقتها الخاصة.