ماذا حدث؟
شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً في التوترات بين فنزويلا والولايات المتحدة، مع كشف صحيفة “واشنطن بوست” في 1 نوفمبر 2025 عن مساعي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للحصول على مسيرات وأنظمة رادار وصواريخ من روسيا والصين وإيران، لتعزيز قدراته العسكرية أمام الضغط الأمريكي.
وفق الوثائق، طلب مادورو من الصين توسيع التعاون العسكري وتسريع إنتاج الرادارات، بينما نسقت وزارة النقل الفنزويلية شحنات مسيرات إيرانية.
في الوقت نفسه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات للصحفيين، أنه “لا يفكر في توجيه ضربات داخل فنزويلا”، رغم التقارير عن إمكانية عمليات جوية قريبة.
ردًا على ذلك، وضعت ترينيداد وتوباغو قواتها في حالة تأهب قصوى، مستدعية جنودها إلى القواعد بعد ضربات أمريكية على قوارب مشتبهة في تهريب مخدرات في الكاريبي، مما أثار قلقًا إقليميًا، حيث أكدت الحكومة التواصل مع السفارة الأمريكية لتهدئة الذعر.
لماذا هذا مهم؟
يعكس سعي فنزويلا للتحالف مع روسيا والصين وإيران محاولة يائسة لمواجهة “الضغط الأقصى” الذي يمارسه ترامب، الذي أرسل حاملة طائرات ومدمرات إلى الكاريبي في أكتوبر، مما يُعزز دعم الثلاثي كمحور مضاد للولايات المتحدة، خاصة مع تزايد العقوبات التي أدت إلى انهيار اقتصاد فنزويلا (نزوح 7.9 مليون مهاجر).
هذا التحالف ليس جديدًا – روسيا زودت فنزويلا بصواريخ إيغلا، وإيران بطائرات مسيرة، والصين بأسلحة – لكنه يُثير مخاوف إقليمية من تصعيد يُهدد الاستقرار في الكاريبي، كما في حالة ترينيداد وتوباغو التي تُخشى أن تُصبح خط أمامي.
سياسيًا، يُعزز موقف مادورو داخليًا كـ”مقاوم” لـ”الإمبريالية”، لكنه يُعيق المفاوضات الديمقراطية، مُعيقًا الإغاثة الإنسانية ومُفاقماً الأزمة الاقتصادية، حيث يُعتمد الاقتصاد على النفط المُعاقب.
ماذا بعد؟
مع نفي ترامب الضربات الداخلية، قد يستمر الضغط عبر عقوبات جوية وسرية، لكن الثلاثي سيُعزز دعمه، مُزودًا فنزويلا بأسلحة متقدمة، مما يُطيل أمد النظام ويُعيق الانخفاض السريع.
ترينيداد وتوباغو قد تُطالب بتدخل دولي، مُعززةً الإجماع الإقليمي ضد مادورو، بينما يُحاول الأخير استغلال التحالف لتفاوضات مع واشنطن حول النفط مقابل تنازلات ديمقراطية.
على المدى الطويل، قد يُؤدي الدعم الروسي-الصيني-الإيراني إلى تصعيد إقليمي، مُعيقًا السلام، لكن فشل مادورو في الانتخابات 2028 قد يُنهي الدعم، مُعززًا التحول الديمقراطي إذا نجح الضغط الأمريكي.