رئيس كولومبيا.. لماذا طردته أمريكا وألغت تأشيرته؟

رئيس كولومبيا.. لماذا طردته أمريكا وألغت تأشيرته؟

ماذا حدث؟

في تصعيد دبلوماسي نادر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم 27 سبتمبر 2025، إلغاء تأشيرة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، متهمة إياه بـ”أفعال متهورة وتحريضية” خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 26 سبتمبر.

 قال بيترو أمام المتظاهرين، بما في ذلك الموسيقي روجر ووترز، “أطلب من جميع جنود الجيش الأمريكي عدم توجيه بنادقهم إلى الناس. لا تطيعوا أوامر الرئيس دونالد ترامب. أطيعوا أوامر الإنسانية!”، في سياق انتقاده لترامب بأنه “متواطئ في الإبادة الجماعية” في غزة خلال خطابه أمام الجمعية العامة يوم 23 سبتمبر.

كما أعلن بيترو عن تقديم قرار للأمم المتحدة لتشكيل “جيش دولي لإنقاذ العالم” لتحرير فلسطين، وأعاد نشر فيديوهات له على “إكس”، مما أثار غضب الإدارة الأمريكية.

وصل بيترو إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة، حيث أكد في خطابه أن كولومبيا ستجند متطوعين للقتال في غزة، وأنها “مستعدة للذهاب”.

ردت الخارجية الأمريكية على “إكس”: “سنلغي تأشيرة بيترو بسبب أفعاله المتهورة والتحريضية”، مشيرة إلى أنه “حث الجنود الأمريكيين على العصيان وإثارة العنف”.

كانت العلاقات متوترة منذ يناير 2025، عندما رفض بيترو هبوط طائرات عسكرية أمريكية تحمل مهاجرين مرحلين، متهماً ترامب بمعاملة الكولومبيين كـ”مجرمين”.

لماذا هذا مهم؟

يُعد إلغاء التأشيرة خطوة استثنائية في العلاقات الأمريكية-الكولومبية، حيث تُعتبر كولومبيا حليفاً رئيسياً في مكافحة المخدرات (أكبر منتج للكوكايين عالمياً)، وشريكاً تجارياً بـ40 مليار دولار سنوياً، مما يُهدد التعاون الأمني والاقتصادي.

أهمية ما حدث تكمن في أنها تأتي في سياق تصعيد ترامب ضد النقاد الدوليين لسياسته في غزة، حيث يُرى بيترو، اليساري اليساري الذي فاز في 2022، كصوت معارض لـ”الإبادة الجماعية”، مما يُعزز عزلة إسرائيل ويُثير غضباً في أمريكا اللاتينية.

كما يُبرز توترات الإدارة الجديدة، حيث رفضت كولومبيا طائرات الترحيل في فبراير 2025، متهمة ترامب بـ”التمييز العنصري”، مما أدى إلى عقوبات أمريكية على مسؤولين كولومبيين.

هذا الإجراء يُهدد الاستقرار الإقليمي، ويُعكس استراتيجية ترامب لـ”عقاب” الدول المنتقدة، مما يُضعف الثقة في السياسة الخارجية الأمريكية.

ماذا بعد؟

مع عودة بيترو إلى بوغوتا، يُتوقع أن يُعلن عن إجراءات مضادة، مثل تقليص التعاون في مكافحة المخدرات أو دعم أكبر لفلسطين، مما قد يُؤدي إلى عقوبات أمريكية إضافية بحلول أكتوبر 2025.

قد يُحاول ترامب وساطة عبر مبعوثه لأمريكا اللاتينية، لكن رفض بيترو سيُعمق التوترات، مُؤثّراً على التجارة والأمن.

على المدى الطويل، إذا تصاعدت التوترات فقد تُؤدي إلى أزمة دبلوماسية تشمل أمريكا اللاتينية، لكن حاجة كولومبيا للدعم الأمريكي في مكافحة الفارك قد تُهدئ الأمور.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *