ماذا حدث؟
في 4 أكتوبر 2025، أعلنت حركة حماس موافقتها على الدخول فورًا في مفاوضات لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين (48 رهينة) مقابل إفراج إسرائيلي عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، وفقًا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
جاء الإعلان بعد أسابيع من الضغوط الدبلوماسية، حيث تلقت حماس “أفكارًا” من الولايات المتحدة عبر الوسطاء (قطر ومصر)، وأكدت استعدادها لتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة “بناءً على إجماع وطني” بدعم عربي وإسلامي.
رد ترامب إيجابًا، مطالبًا إسرائيل بوقف القصف “فورًا” لتسهيل إخراج الرهائن بأمان، ووصف اليوم بـ”يوم كبير” مع تحذير من “عواقب قاسية” إذا فشلت المفاوضات.
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالبيان، معتبرًا إياه “مشجعًا”، ودعا الأطراف إلى “اغتنام الفرصة” لإنهاء “الحرب المأساوية”. كما أعرب قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن تفاؤلهم، مشددين على أن الإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار “في متناول اليد”.
لماذا هذا مهم؟
تمثل موافقة حماس على الخطة، التي تضمن إطلاق سراح 20 رهينة حيًا و18 جثة خلال 60 يومًا مقابل إفراج عن 2500-3000 أسير فلسطيني، وتسليم الإدارة لـ”لجنة مستقلة” تحت إشراف “مجلس السلام” الدولي، خطوة حاسمة نحو إنهاء حرب غزة التي دامت 23 شهرًا وأودت بحياة أكثر من 64 ألف فلسطيني.
هذه المبادرة، التي طرحها ترامب في 29 أغسطس، تُعدّ الأكثر شمولاً حتى الآن، حيث تشمل تدمير بنى حماس وانسحاب إسرائيلي تدريجي، مع ضمانات للأمن الفلسطيني.
رحيل بعض قادة حماس في الدوحة أضعف الحركة، مما جعلها أكثر مرونة، بينما يرى ترامب في الاتفاق فرصة لإنجاز دبلوماسي يعزز إرثه.
الترحيب الدولي يعكس إرهاق العالم من الحرب، التي أدت إلى مجاعة ونزوح جماعي في غزة، ويُبرز دور الوساطة القطرية-المصرية في تقريب وجهات النظر.
ماذا بعد؟
إذا نجحت المفاوضات، سيبدأ إطلاق سراح الرهائن فورًا، مع وقف للعمليات العسكرية وانسحاب إسرائيلي تدريجي، متبوعًا بتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة غزة تحت إشراف دولي.
ومع ذلك، يظل النزاع حول نزع سلاح حماس وإشراف “مجلس السلام” الدولي عقبة رئيسية، حيث ترفض الحركة أي دور لها في الحكم مستقبلًا.
ترامب أعطى مهلة قصيرة (3-4 أيام) لإنهاء التفاصيل، لكن الخبراء يرون أن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، مع احتمال تصعيد إسرائيلي إذا فشلت المفاوضات.
على المدى الطويل، قد يؤدي الاتفاق إلى إعادة إعمار غزة ومسار نحو دولة فلسطينية، لكن التوترات الداخلية والإقليمية، خاصة مع إيران، قد تعرقل التنفيذ.
الترحيب الدولي يعزز الضغط على الأطراف للالتزام، لكن التحدي يكمن في ضمان عدم تجاهل الاتفاق لاحقًا، كما حدث في اتفاقيات سابقة.