ماذا حدث؟
شهدت الآلية الأمريكية-الفرنسية لمراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان (المعروفة بـ”الميكانيزم”) تحولاً بارزاً بإدراج ممثلين مدنيين لأول مرة، إلى جانب العسكريين.
شارك السفير اللبناني السابق سيمون كرم والمسؤول الإسرائيلي أوري ريسنيك في اجتماعات الناقورة، تحت رعاية الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل.
تهدف الآلية، التي أُنشئت في نوفمبر 2024 بعد وقف النار، إلى مراقبة الامتثال، وتفكيك بنية حزب الله جنوب الليطاني، وتبادل معلومات استخباراتية.
أكدت واشنطن وباريس توسيع النقاشات لتشمل قضايا مدنية مثل الأسرى والنقاط الحدودية المتنازع عليها، مع خطة لبنان لنزع السلاح على مراحل (الأولى جنوب الليطاني بحلول نهاية 2025).
رغم التقدم، استمرت خروقات إسرائيلية، مع ضغوط أمريكية لتسريع التنفيذ ودعم الجيش اللبناني.
لماذا هذا مهم؟
تُمثّل الآلية الجهد الدولي الوحيد لمنع عودة الحرب بعد صراع 2024 الذي دمّر جنوب لبنان وأضعف حزب الله بشكل كبير. إدراج المدنيين يُفتح باب حوار مباشر نادر بين بيروت وتل أبيب، مما يُعزّز فرص سلام دائم ويُقلّل التوترات.
الخطة تُركّز على نزع سلاح حزب الله، مع دعم أمريكي-فرنسي للجيش اللبناني لتعزيز السيادة ومواجهة النفوذ الإيراني.
هذا يُساعد في استقرار لبنان الاقتصادي والأمني، ويُمنع تصعيداً إقليمياً يُهدّد المنطقة، كما يُظهر التزاماً أمريكياً بـ”الدبلوماسية غير التقليدية” تحت إدارة ترامب، مع مساهمة فرنسية تاريخية في لبنان، لكن الفجوات في الثقة (اتهامات متبادلة بالخروقات) تُعرّض الآلية للخطر إذا لم تُحل.
ماذا بعد؟
مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى في 2025، ستُكثّف الآلية اجتماعاتها لمراقبة نزع السلاح جنوب الليطاني، مع توسيع الوجود الأمريكي (حوالي 30 فرداً حالياً) ودعم فرنسي-فنلندي عبر اليونيفيل.
إذا نجحت، ستُنتقل إلى المرحلة الثانية شمال الليطاني بحلول 2026، مع مؤتمر دولي في باريس لدعم الجيش اللبناني.
واشنطن ستُربط المساعدات بتقدم ملموس، بينما فرنسا ستُضغط لتعزيز اليونيفيل.
إذا فشلت التهدئة، فقد يُؤدي تصعيد إسرائيلي إلى حرب جديدة، لكن الآلية تُوفّر إطاراً للحوار المستمر، ربما يُفضي إلى اتفاق سلام شامل بحلول 2027.
في النهاية، نجاح الأمر يعتمد على التزام الجيش اللبناني وردع إسرائيل، مع دور حاسم لأمريكا وفرنسا في سد الفجوات.