ماذا حدث؟
كشف موقع “أكسيوس” في 19 نوفمبر 2025 عن خطة سرية أمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت في فبراير 2022، حيث تعمل إدارة الرئيس دونالد ترامب مع روسيا على صياغتها.
الخطة مكونة من 28 بنداً، مستوحاة من تجربة وقف إطلاق النار في غزة، وتغطي ضمانات أمنية، إعادة تشكيل المنظومة الأمنية الأوروبية، وإعادة تعريف العلاقات الأمريكية مع موسكو وكييف.
يقود المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الجهود، الذي أجرى مشاورات مكثفة مع نظيره الروسي كيريل ديميترييف في ميامي بين 24 و26 أكتوبر، مما أثار تفاؤل روسيا لأول مرة بأن صوتها يُسمع فعلياً.
أُجلت لقاء ويتكوف مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تركيا، لكن زيلينسكي يزور إسطنبول اليوم لمناقشة سبل السلام، مؤكداً استعداد كييف لإعادة تنشيط المفاوضات دون الخوض في محادثات مباشرة مع روسيا، بينما أكد الكرملين عدم مشاركته فيها.
لماذا هذا مهم؟
تُعد الخطة محاولة أمريكية لفرض تسوية سريعة في أوكرانيا، مستفيدة من ضعف موسكو اقتصادياً وعسكرياً، وتُعيد رسم التحالفات الأوروبية بما يُقلل من نفوذ الناتو التقليدي.
الـ28 بنداً تُركز على السلام والأمن، لكنها تتجنب الخوض في السيطرة الإقليمية، مما يُثير مخاوف كييف من تنازلات أرضية دون ضمانات كافية، ويُعزز موقف روسيا الذي يرى فيها اعترافاً بمكاسبه.
زيارة زيلينسكي لتركيا، الوسيط التقليدي، تُبرز دور أنقرة كجسر بين الشرق والغرب، خاصة مع تفاؤل موسكو الذي يُشير إلى انفتاح محتمل.
هذا التطور يُعكس تحولاً في سياسة ترامب نحو “الصفقات السريعة”، مشابهة لخطة غزة، لكنها تُهدد بتقسيم أوروبا إذا رفضت بروكسل أو كييف الشروط، مما يُعمق الأزمة الإنسانية والاقتصادية العالمية الناجمة عن الحرب.
ماذا بعد؟
مع استمرار الخطة السرية، من المتوقع أن يُعلن ترامب تفاصيل أولية في ديسمبر 2025، مع ضغط أمريكي على أوروبا للدعم، بينما يُجري زيلينسكي مشاورات في إسطنبول لصياغة رد أوكراني موحد.
إذا نجحت، قد تُؤدي إلى وقف إطلاق نار مؤقت بحلول مارس 2026، مع إعادة إعمار جزئي وتفاوض على الحدود، لكن رفض كييف قد يُطيل الحرب ويُعمق العقوبات على روسيا.
في النهاية، تُمثل الخطة فرصة لسلام هش، لكنها تُخاطر بإضعاف التحالف الغربي إذا اعتُبرت تنازلاً لموسكو.