“الخط الأصفر حدود غزة الجديدة”.. تصريح إسرائيلي صادم

"الخط الأصفر حدود غزة الجديدة".. تصريح إسرائيلي صادم

ماذا حدث؟

في 8 ديسمبر 2025، أدلى رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بتصريح صادم خلال زيارته لقواته في بيت حانون وجباليا شمال غزة، معتبراً “الخط الأصفر” – الذي يمتد شرقاً من معبر كرم أبو سالم – الحدود الجديدة للقطاع.

وصف زامير هذا الخط كـ”خط دفاع أمامي عن المستوطنات الإسرائيلية وخط هجوم على أي هدف”، مشدداً أن الجيش الإسرائيلي يتمتع بحرية عمل كاملة داخل غزة، ولن يسمح لحركة حماس بالتمركز من جديد.

جاء التصريح في سياق الاستعداد لسيناريوهات حرب مفاجئة على جميع الجبهات، مع تأكيد أن أي محاولة لإعادة بناء قدرات حماس ستُواجه برد قاسٍ.

في الوقت نفسه، أعلنت حماس، عبر قياديها باسم نعيم، انفتاحها على “تخزين أو تجميد السلاح” في سياق وقف إطلاق نار طويل الأمد، بشرط حماية القدرة الدفاعية الفلسطينية.

هذا الإعلان يعكس ضغوطاً متزايدة، خاصة مع اقتراب الإعلان عن “مجلس السلام” الأمريكي برئاسة ترامب لإدارة غزة.

لماذا هذا مهم؟

تصريح زامير يُمثل تحولاً جذرياً في الرؤية الإسرائيلية لغزة، حيث يُقسّم القطاع عملياً إلى منطقتين: شرقية تحت سيطرة إسرائيلية شبه دائمة، وغربية “محدودة” للفلسطينيين، مما يُنهي فكرة “غزة موحدة” ويُعيد إحياء مخاوف التقسيم الإقليمي.

هذا الخط، الذي يُفصل بين المناطق الزراعية الخصبة شرقاً والمدن الكبرى غرباً، يُعزّز أمن المستوطنات الإسرائيلية لكنه يُحرّم الفلسطينيين من 20% من أراضيهم، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية ويُثير غضباً دولياً.

رد حماس يُظهر استعداداً للتفاوض، لكنه يُربط السلاح بالدفاع عن “الاحتلال”، مما يُعقّد المفاوضات مع إسرائيل، التي تطالب بنزع السلاح الكامل.

في سياق الاتفاق الأمريكي، يُضيف التصريح ضغطاً على “مجلس السلام”، الذي يُفترض أن يُدير غزة لعامين، لأنه يُشير إلى رفض إسرائيلي لأي حكم فلسطيني موحّد.

ماذا بعد؟

مع اقتراب نهاية 2025، سيُعلن “مجلس السلام” برئاسة ترامب، مع نشر قوة دولية في 2026 لمراقبة الحدود، لكن تصريح زامير قد يُعرّض الاتفاق للانهيار إذا رفضت إسرائيل الانسحاب من “الخط الأصفر”.

حماس ستُكمل حوارها مع الفصائل لتجميد السلاح مؤقتاً، مقابل ضمانات أمنية، لكن إسرائيل ستُصر على نزع كامل، مما يُؤدي إلى مفاوضات طويلة الأمد.

في الوقت نفسه، سيستمر استخراج الجثث من مستشفى الأهلي، كرمز للإغلاق الإنساني، مع حملات دولية لإعادة الإعمار.

إذا نجح الاتفاق، ستُصبح غزة تحت حكم انتقالي، لكن “الخط الأصفر” قد يُصبح حدوداً دائمة، مُقسّماً القطاع.

في النهاية، يُمثل هذا التصريح اختباراً لقدرة ترامب على فرض سلام دائم، بعيداً عن التقسيم الإسرائيلي.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *