الأرقام تفضح ترامب.. وروسيا تتصدر سباق الدمار النووي العالمي

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في مشهد يعيد للعالم أجواء الحرب الباردة، عاد الحديث عن الترسانة النووية الأميركية إلى الواجهة من جديد، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تمتلك “أكبر قوة نووية في العالم”، متوعدًا باستئناف اختبارات الأسلحة النووية “فورًا” بعد عقود من التجميد.

لكن الأرقام والبيانات الدولية، كما يبدو، تُكذّب تلك التصريحات وتضع واشنطن في موقعٍ مختلف عمّا يروّجه ترامب.

مواجهة نووية على الورق.. وتصريحات تثير الجدل

تصريحات ترامب المفاجئة جاءت بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح تجربة جديدة لـ”مسيّرة نووية تحت الماء” قادرة على حمل رؤوس نووية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها رسالة تحدٍ صريحة لواشنطن.

ترامب ردّ سريعًا عبر منصته “تروث سوشيال”، قائلاً: “بسبب تجارب الدول الأخرى، وجهت وزارة الحرب ببدء اختبار أسلحتنا النووية فورًا، وسنكون على قدم المساواة مع الجميع”.

وبنبرة تحدٍّ، أضاف الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة تمتلك أكثر الأسلحة النووية تطورًا وعددًا، معتبرًا أن روسيا تليها في المرتبة الثانية، ثم الصين “بفارق كبير قبل أن يؤكد بثقة أن بكين وموسكو قد تتساويان في غضون خمس سنوات.لكن الوقائع على الأرض تقول شيئًا آخر تمامًا.

حقائق تصفع التصريحات

بحسب تقرير الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ICAN)، فإن روسيا تتصدر سباق الرؤوس النووية، متفوقة على الولايات المتحدة من حيث العدد الإجمالي.

فمن أصل 12,331 رأسًا نوويًا موجودًا في العالم حتى عام 2024:

تمتلك روسيا حوالي 5,500 رأس نووي، بينما تحتفظ الولايات المتحدة بـ 5,044 رأسًا، وتأتي الصين في المركز الثالث بـ 410 رؤوس، تليها فرنسا وبريطانيا وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية.

تسع دول فقط، إذًا، تتحكم في مفاتيح الدمار الشامل على وجه الكوكب، لكن موازين القوة داخل هذا النادي النووي لا تبدو كما يصفها ترامب.

من نيو مكسيكو إلى نيفادا.. تاريخ التفجيرات الأميركية

تاريخ البرنامج النووي الأميركي حافل بالتجارب والانفجارات، إذ كانت البداية في 16 يوليو 1945، عندما فجّرت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية في صحراء نيو مكسيكو، قبل أن تُلقي لاحقًا قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية.

وخلال ما بين عامي 1945 و1992، أجرت واشنطن 1,054 تجربة نووية، كان آخرها في سبتمبر 1992 تحت الأرض في ولاية نيفادا، بقوة بلغت 20 كيلوطنًا.

بعد ذلك بعام واحد، أصدر الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب قرارًا تاريخيًا بتعليق جميع الاختبارات النووية، وهو القرار الذي التزمت به الإدارات الأميركية المتعاقبة، مع الاعتماد بدلًا من ذلك على اختبارات محاكاة رقمية وتقنيات حاسوبية متقدمة للحفاظ على جاهزية الترسانة.

سباق لا ينتهي.. وقلق عالمي متصاعد

إعلان ترامب الأخير بإعادة تفعيل برنامج التجارب النووية أعاد إلى الأذهان سيناريوهات سباق التسلح النووي القديم، خصوصًا مع الخطوات الروسية الأخيرة والتصعيد في اللهجة بين موسكو وواشنطن.

ويرى خبراء أن هذه التصريحات قد تشعل جولة جديدة من المنافسة النووية في ظل مناخ دولي متوتر يشهد صراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط وآسيا.

ومع أن الولايات المتحدة ما زالت تمتلك التفوق في التكنولوجيا والتكتيك العسكري، فإن روسيا تتقدم عدديًا في حجم الترسانة، ما يجعل ميزان الردع بين القوتين أدق من أي وقت مضى.

ماذا بعد؟

رغم تصريحات ترامب النارية، تؤكد البيانات أن روسيا لا تزال صاحبة اليد العليا في عدد الرؤوس النووية، بينما تحاول واشنطن الحفاظ على تفوقها النوعي والتقني.

في المقابل، يخشى العالم أن يتحوّل “سباق الأرقام” هذا إلى سباقٍ نحو الهاوية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *