السياحة الثلجية في الجزائر.. رواج جديد بعد الكساد

السياحة الثلجية في الجزائر.. رواج جديد بعد الكساد

ماذا حدث؟

في نهاية الأسبوع الأخير من نوفمبر 2025، شهدت مرتفعات الجزائر تساقطاً كثيفاً للثلوج لأول مرة منذ سنوات، خاصة في مناطق الشريعة بولاية البليدة، وتيكجدة بالبويرة، وسيرايدي بعنابة، والهضاب العليا في سطيف وباتنة.

انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون عشر درجات مئوية، مما حول هذه المناطق إلى وجهات سياحية مفاجئة. استجابت وكالات السياحة فوراً بتنظيم رحلات يومية وليالٍ كاملة في فنادق وبيوت جبلية مجهزة، مستفيدة من عطلة نهاية الأسبوع الرسمية (الجمعة والسبت).

شهدت الطرق ازدحاماً كبيراً بالسيارات الخاصة، بينما أعلنت السلطات إغلاق بعض المسالك الجبلية بسبب تراكم الثلوج، مع تدخل سريع لفتحها.

أكد مختصون أن هذا التساقط هو الأقوى منذ 2018، بعد سنوات من الجفاف والشتاء الجاف الذي أصاب السياحة الجبلية بالكساد.

لماذا هذا مهم؟

يعيد هذا الحدث السياحة الشتوية إلى خريطة الجذب السياحي الجزائري بعد غياب طويل، حيث كان الجفاف قد أضر بمناطق مثل تيكجدة والشريعة التي كانت تستقبل عشرات الآلاف سنوياً.

الثلوج أنعشت الاقتصاد المحلي في المناطق الجبلية فوراً، من خلال زيادة الطلب على الفنادق والمطاعم والنقل والمنتجات المحلية، وخلقت فرص عمل موسمية سريعة.

كما أظهرت الجزائر قدرتها على تقديم تنوع سياحي حقيقي (صحراوي، وبحري، وجبلي، وثلجي) في بلد واحد، وهو ما يُقوّي صورتها كوجهة سياحية شاملة.

بالنسبة للمواطن الجزائري، أتاحت الثلوج فرصة ترفيه رخيصة وقريبة، خاصة بعد سنوات من ارتفاع تكاليف السفر الخارجي، مما عزز السياحة الداخلية وخفف الضغط على العملة الصعبة.

ماذا بعد؟

خلال الأسابيع القادمة، ستُسارع السلطات المحلية والمستثمرون لتطوير البنية التحتية في المناطق الثلجية، مثل إنشاء منتجعات صغيرة وتأجير معدات التزلج وتحسين الطرق.

من المتوقع أن تُطلق وزارة السياحة حملة ترويجية بعنوان “الجزائر البيضاء” لجذب السياح من دول الجوار والخليج خلال ديسمبر ويناير.

على المدى المتوسط، قد تُدرج السياحة الثلجية ضمن البرامج الرسمية لتنويع الاقتصاد بعيداً عن المحروقات، مع تشجيع استثمارات في المناطق الجبلية.

إذا استمر التساقط المنتظم في السنوات القادمة، ستتحول مناطق مثل تيكجدة وسيرايدي إلى منتجعات شتوية دائمة، مما يُعطي الجزائر ميزة تنافسية جديدة في السياحة العربية والإفريقية.

التحدي الآن هو استغلال هذه الفرصة قبل أن تذوب الثلوج، لتحويل حدث طبيعي مؤقت إلى رافد اقتصادي دائم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *