إسرائيل تبدأ الاجتياح الشامل لاحتلال غزة.. ما خطتها؟

- المرحلة الجديدة من الحرب.. هل يبدأ نتنياهو غزو غزة؟

ماذا حدث؟

بدأت إسرائيل يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، اجتياحاً برياً شاملاً لاحتلال مدينة غزة، في تصعيد دراماتيكي للحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين أفادوا شبكة CNN.

جاء الاجتياح بعد غارات جوية مكثفة في الأيام السابقة دمرت مباني سكنية شاهقة وأسفرت عن مقتل 38 فلسطينياً ليلة الاثنين، بما في ذلك أطفال، وفقاً لمسؤولي المستشفيات في الشفاء والمستشفى المعمداني والأقصى.

أطلقت العملية اسم “عربات جدعون 2″، وهي امتداد لعملية سابقة في مايو 2025، وتركز في البداية على ضواحي المدينة كمرحلة “تدريجية ومرحلية”، مع تعزيز القوات البرية بدبابات ومشاة، ودعم جوي وبحري لتدمير البنى التحتية لحماس.

أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان غزة، مما أدى إلى نزوح أكثر من 320 ألفاً غادروا حتى الآن، رغم وجود مليون في المدينة.

أكد وزير الدفاع إسرائيل كاتس أن “غزة تحترق”، ويهدف الجيش إلى “ضرب البنى الإرهابية وتحرير الأسرى وهزيمة حماس”، مع السيطرة على 40% من المدينة سابقاً.

ردت حماس بـ”عملية عصا موسى”، محذرة من استخدام الأسرى (20 حياً من أصل 48) كدروع بشرية، بينما أدانت عائلات الأسرى الإسرائيلية التصعيد خوفاً على حياتهم.

لماذا هذا مهم؟

يُعد هذا الاجتياح نقطة تحول استراتيجية في الحرب، حيث يهدف إلى السيطرة الكاملة على غزة كآخر معقل لحماس، بعد فشل المفاوضات غير المباشرة في يوليو 2025، وفق خطة أقرتها الحكومة في أغسطس.

أهميته تكمن في تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث قتل أكثر من 65 ألف فلسطيني وأصيب 164 ألفاً، وفق وزارة الصحة في غزة، مع تأكيد الجنرال الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي أن أكثر من 10% من سكان غزة (2.2 مليون) قُتلوا أو أُصيبوا، مما يقرب الأرقام الرسمية.

أدى الاجتياح إلى تدمير 10 مبانٍ أممية، بما في ذلك مدارس ومستشفيات تستخدم كملاجئ، وأثار إدانات دولية من الأمم المتحدة التي حذرت من كارثة إنسانية أعمق في ظل المجاعة المعلنة في المدينة.

كما يعكس الدعم الأمريكي الكامل، حيث حذر الرئيس ترامب حماس من “إنهاء كل الرهانات” إذا استخدمت الأسرى دروعاً، وطالب وزير الخارجية ماركو روبيو بتسريع العملية، مما يُعزز موقف نتنياهو داخلياً رغم معارضة عائلات الأسرى والاحتجاجات.

يُبرز الاجتياح أيضاً فشل الوساطة القطرية بعد الضربة الإسرائيلية في الدوحة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويُعيد إلى الأذهان مخاوف الاحتلال الدائم.

ماذا بعد؟

مع بدء الاجتياح، يُتوقع توسع القوات الإسرائيلية للسيطرة على المدينة بالكامل خلال أسابيع، مع تعزيز 60 ألفاً من الاحتياط، ومرحلة “تطهير” للأنفاق والبنى التحتية، مما قد يؤدي إلى مقتل آلاف إضافيين ونزوح جماعي جنوباً.

قد ترد حماس بكمائن وصواريخ، مستخدمة الأسرى لتقييد التقدم، بينما يُحذر الجيش الإسرائيلي من مخاطر على الجنود والأسر.

دولياً، ستزداد الضغوط الأممية لوقف إطلاق النار، مع حملات لعقوبات، ودعم أمريكي مستمر قد يشمل مساعدات عسكرية.

قد يؤدي التصعيد إلى توترات مع حزب الله أو إيران، مما يُعيق أي سلام، ويطيل الأزمة الإنسانية مع تفاقم المجاعة.

في النهاية، قد تحقق إسرائيل “هزيمة” حماس مؤقتة، لكن دون حل سياسي، مما يُمهد لاحتلال طويل الأمد يُفاقم الأزمة في الإقليم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *