أضر بالمسجد الأزرق.. ماذا فعل زلزال أفغانستان؟

أضر بالمسجد الأزرق.. ماذا فعل زلزال أفغانستان؟

ماذا حدث؟

في ساعات الفجر الأولى من 3 نوفمبر 2025، ضرب زلزال بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر شمال أفغانستان، بُعد 28 كيلومترًا من مدينة مزار الشريف، أكثر المدن كثافة سكانية في الشمال، مما أدى إلى مقتل 19 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 320 آخرين في محافظتي سمنگان وبلخ، وفقًا لتقارير الهلال الأحمر الأفغاني والهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.

أثار الزلزال، الذي شعر به في طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان، عملية بحث وإنقاذ واسعة، نجحت في إنقاذ طفلة حية من تحت الأنقاض في بلخ، ونُقلت إلى المستشفى بحالة حرجة.

طالت الأضرار المدينة الرئيسية، حيث انهار جدران ونوافذ منازل من الطوب والخرسانة، وانقطع الطريق الرئيسي طاشقرغان باتجاه كابول وتركمانستان، قبل إعادة فتحه.

أبرز الخسائر الإنسانية والمادية كان تلف الجامع الأزرق الشهير في مزار الشريف، أحد أجمل معالم أفغانستان ومزار لنقيب الأشراف الأسبق علي بن أبي طالب البلخي، حيث غُطي قاعدته بركام.

أعلنت الأمم المتحدة نشر فرق لتقييم الاحتياجات وتوزيع المساعدات العاجلة، وسط مخاوف من هزات ارتدادية بلغت أعلى درجة 5.2.

لماذا هذا مهم؟

يُعد الزلزال ضربة إضافية لأفغانستان، التي تعرضت لسلسلة من الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة، مثل زلزال أغسطس 2025 الذي قتل 2200 في الشرق، وأكتوبر 2023 الذي أودى بحياة 2000 في الغرب، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يعاني من الفقر المدقع بعد سيطرة طالبان في 2021، حيث يعتمد 24 مليون على المساعدات الإنسانية، وتُعيق السلطات الضعيفة الاستجابة، مع نقص في الإغاثة الدولية.

تلف الجامع الأزرق، رمز ثقافي وديني يجذب ملايين الحجاج سنويًا كمزار ديني، يُهدد التراث الإسلامي والأفغاني، مُذكرًا بتدمير طالبان لتماثيل بود في 2001، ويُثير مخاوف من انهيار هيكله التاريخي، الذي بني في القرن الـ15، مُعيقًا السياحة والاقتصاد المحلي.

إنسانيًا، يُزيد الزلزال من النزوح والأوبئة في المناطق الريفية، حيث تُعاني المنازل الترابية من الانهيار، مُعززًا الحاجة الدولية لدعم سريع، خاصة مع هزات الارتداد التي قد تُفاقم الخسائر إلى مئات القتلى، كما يُحذر نموذج الولايات المتحدة للجيولوجيا.

ماذا بعد؟

مع استمرار عمليات الإنقاذ، ستُركز الأمم المتحدة على تقييم الأضرار وتوزيع الغذاء والدواء، مع دعوات لزيادة المساعدات، لكن السلطات الطالبانية، المعزولة دوليًا، قد تواجه صعوبة في التنسيق، مُعيقًا الجهود.

الجامع الأزرق سيحتاج ترميمًا عاجلاً بمساعدة يونسكو، للحفاظ على هيكله، مع مخاوف من هزات ارتدادية تُفاقم الانهيار.

على المدى الطويل، قد يُعيد الزلزال التركيز الدولي على أفغانستان، مُعززًا المساعدات، لكن الفشل يُهدد بأزمة أكبر، مُذكرًا بضرورة إنشاء بنى تحتية مقاومة للكوارث في بلد يُعاني الفقر والتغير المناخي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *