ماذا حدث؟
توفيت المؤثرة المغربية سلمى، المعروفة بـ”زوجة تيبو” أو “سلمى تيبو”، فجر 14 يوليو، إثر مضاعفات عملية جراحية لتغيير مسار المعدة أجرتها في عيادة خاصة بتركيا لإنقاص وزنها.
سلمى، التي كانت تُتابعها أكثر من مليون ونصف المليون شخص على “تيك توك”، عانت من تنمر إلكتروني مكثف بسبب وزنها الزائد وشكلها، مما أثر بشدة على حالتها النفسية.
هذه الحملات السلبية، التي تضمنت تعليقات جارحة وسخرية مستمرة، دفعتها لاتخاذ قرار العملية، رغم المخاطر المعروفة.
بعد الجراحة، تدهورت حالتها الصحية بسرعة، ونُقلت إلى العناية المركزة، لكنها فارقت الحياة، مخلفة صدمة كبيرة بين متابعيها وزوجها وطفلها الصغير.
الحادثة أثارت نقاشًا واسعًا حول مخاطر التنمر الإلكتروني وتأثيره المدمر، إضافة إلى سلامة عمليات إنقاص الوزن في عيادات خارجية، خاصة في تركيا، التي تُروج لها بإعلانات مغرية دون تحذيرات كافية عن المخاطر.
لماذا هذا مهم؟
وفاة سلمى تسلط الضوء على قضيتين خطيرتين: التنمر الإلكتروني ومخاطر عمليات إنقاص الوزن.
التنمر، لم يكن مجرد كلمات، بل دفع سلمى إلى قرار مصيري للهروب من الضغط الاجتماعي والنفسي.
تعليقات مثل “شكلك عار” أو “وزنك خطيئة” زرعت فكرة أن قيمتها تكمن في مظهرها، مما يعكس ثقافة مجتمعية تقدس معايير الجمال الضيقة. هذا الضغط أثر على سلامتها النفسية، مما يظهر كيف يمكن للتنمر أن يصبح “قاتلاً” غير مباشر.
من ناحية أخرى، الحادثة كشفت عن مخاطر عمليات إنقاص الوزن في عيادات تركيا، التي غالبًا تفتقر إلى رقابة طبية صارمة.
هذه العمليات، مثل تغيير مسار المعدة، تنطوي على مضاعفات خطيرة مثل النزيف أو العدوى، خاصة إذا لم تُجرَ تحت إشراف طبي دقيق.
الحادثة تُعيد فتح النقاش حول مسؤولية المؤثرين الذين يروجون لهذه العمليات دون توضيح المخاطر، مما يؤثر على فئات هشة نفسيًا، كالمراهقين.
ماذا بعد؟
وفاة سلمى أثارت دعوات لمواجهة التنمر وتنظيم عمليات التجميل. على صعيد التنمر، هناك حاجة إلى:
– تشريعات صارمة: فرض عقوبات على التنمر الإلكتروني، كما اقترحت د. وفاء زيد في حالة مشابهة، مع التركيز على التوعية المجتمعية.
– دعم نفسي: توفير برامج دعم للمتضررين من التنمر لتعزيز تقبل الذات.
– مسؤولية المنصات: تفعيل خوارزميات للكشف عن التعليقات الجارحة وحظر المتنمرين.
أما بالنسبة لعمليات إنقاص الوزن، فالحلول تشمل:
– تنظيم طبي: فرض معايير دولية على العيادات الخاصة، لضمان السلامة.
– توعية طبية: نشر معلومات عن مخاطر الجراحات التجميلية وتشجيع بدائل مثل الرياضة والنظام الغذائي.