بين الطمي والتهديد.. ماذا يعني فتح سدود الهند الآن؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة مثيرة للجدل، فتحت الهند بوابات سد “سالال” في جامو وكشمير، ما أدى إلى تدفق كميات ضخمة من المياه في نهر “تشيناب”، وسط تحذيرات باكستانية من فيضانات محتملة.

وجاء ذلك بالتزامن مع أمطار موسمية غزيرة، وسبقته عمليات إطلاق مماثلة من سدي “باغليهار” و”سالال”، ما تسبب بارتفاع مفاجئ في منسوب النهر وحالة تأهب في المناطق الحدودية الباكستانية.

توقيت يثير الريبة

رغم أن تفريغ السدود إجراء سنوي معتاد لإزالة الطمي، إلا أن توقيت الخطوة الهندية هذا العام، قبل ذروة موسم الأمطار المعتادة في أغسطس، أثار تساؤلات، وسط تقديرات مراقبين بأنها تحمل رسائل سياسية في ظل التوتر المتصاعد مع باكستان، خاصة بشأن كشمير.

سدود تتحكم في “ساعة الفيضان”

تتمتع الهند بموجب تصميم مشروعات “التدفق النهري” مثل سدّي “باغليهار” و”سالال” بميزة التحكم في توقيت إطلاق المياه، وإن كانت لا تستطيع حجزها بشكل دائم. هذه القدرة تمنحها ورقة ضغط استراتيجية يمكن استخدامها في أوقات حرجة، وهو ما يثير قلقًا دائمًا في إسلام آباد.

ويُذكر أن بناء هذه السدود قوبل باعتراضات باكستانية حادة في السابق، دفعت الحكومة إلى رفع شكوى للبنك الدولي.

ورغم استمرار الهند في تنفيذ المشروع، فقد اضطرت لتخفيض ارتفاع أحد السدود من 144.5 مترًا إلى 143 مترًا فقط، مما قلل من سعته التخزينية بنسبة تجاوزت 13%.

مخاوف تتزامن مع قرارات خطيرة

المخاوف الباكستانية تأتي في وقت حساس، إذ يتزامن هذا “التصعيد المائي” مع تجميد الهند لالتزاماتها ضمن معاهدة مياه السند، التي تنظم تقاسم المياه بين البلدين منذ توقيعها عام 1960. وقد علّقت الهند العمل بالمعاهدة مؤخرًا بعد هجوم مسلح في منطقة باهالجام.

المعاهدة، التي ظلت صامدة لأكثر من ستة عقود رغم الحروب والتوترات، كانت تنص على تقاسم مياه ستة أنهار رئيسية، وتُعد من آخر خطوط التواصل الباقية بين نيودلهي وإسلام آباد.

توتر إقليمي مرشح للتصعيد

يشير محللون إلى أن الخطوة الهندية قد لا تكون معزولة عن سياق إقليمي متوتر، خصوصًا أن الطلب على المياه في الوقت الراهن منخفض بسبب انتهاء موسم الحصاد، ما يطرح تساؤلات حول نوايا نيودلهي في استخدام المياه كورقة ضغط قبل بدء موسم زراعة الأرز الذي يبدأ بعد شهرين.

كما يحذر خبراء من أن استخدام المياه كسلاح سياسي في صراع ممتد، قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من التوتر بين بلدين يمتلكان ترسانة نووية ضخمة ويعانيان من نزاع تاريخي في كشمير ومناطق حدودية أخرى.

ماذا بعد؟

فتح بوابات السدود في هذا التوقيت، مع التلويح بإنهاء معاهدة عمرها أكثر من 60 عامًا، يُدخل ملف المياه بين الهند وباكستان إلى مرحلة أكثر خطورة، ويجعل من كل نقطة ماء احتمالًا جديدًا للاشتعال في جنوب آسيا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *